تلعب القيم دورًا بارزًا في التنمية الاقتصادية، حيث تشكّل القيم الثقافية مكانة مهمة في الاقتصاد من خلال تأثيرها على بيئة العمل. فالقيم تؤثر بشكل مباشر على سلوك الموظفين في المؤسسات العامة والخاصة. على سبيل المثال، في ثقافة العمل التي تُثَمّن الالتزام بالمواعيد والشفافية، تكون المؤسسات والمنظومات أكثر قدرة على تحقيق النجاح وزيادة الإنتاجية. كما أن قيم العدالة والمساواة تعزز شعور الموظفين بالتقدير والرضا، مما ينعكس إيجابيًا على مستوى أدائهم.

من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي القيم التي تروج للتمييز أو المحسوبية إلى بيئة مهنية غير صحية في العمل، حيث يصبح الموظفون أقل حوافز للعمل بجدية، مما يقلل من كفاءة الشركات ويؤثر سلبًا على الاقتصاد.

وتؤثر القيم أيضًا في سلوك الأفراد كمستهلكين؛ فالمجتمعات التي تُجيد التوفير والتخطيط المالي يميل أفرادها إلى الادخار والاستثمار، مما يعزز الاقتصاد بشكل عام. وعلى النقيض، المجتمعات التي تسود فيها القيم الاستهلاكية المفرطة قد تؤدي إلى زيادة الديون الفردية، مما يعوق الاستقرار المالي على المدى الطويل.

وفي الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات بيئية واقتصادية، تظهر أهمية القيم في تحقيق التنمية المستدامة. حيث تلعب القيم المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية والاهتمام بالبيئة دورًا مهمًا في التأثير على الاقتصاد، إذ تشجع الأفراد والشركات على التفكير في عواقب أعمالهم على المدى البعيد.