أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتقال 90 فلسطينيًا في الضفة الغربية خلال أسبوع واحد، إلى جانب مصادرة 50 مركبة وأسلحة متنوعة، وسط تصعيد غير مسبوق يهدد بتفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة.

ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، فقد نُفذت عمليات أمنية مكثفة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، حيث زعمت قوات الاحتلال أنها تهدف إلى "إحباط أنشطة إرهابية"، وشملت العملية تفكيك عشرات العبوات الناسفة، واستجواب مئات الفلسطينيين، ومصادرة 12 قطعة سلاح.

جنين تحت القصف.. استهداف الأحياء السكنية

يأتي هذا التصعيد في وقت شهدت فيه مدينة جنين حملة عسكرية شرسة، حيث شنت قوات الاحتلال هجمات غير مسبوقة على أحياء سكنية بالكامل، ما أدى إلى تدمير منازل، واندلاع مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.

وتعتبر جنين ومخيمها من أبرز معاقل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث شهدت في الأشهر الأخيرة عمليات اجتياح متكررة، خلفت عشرات الشهداء والمصابين، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.
 

أبعاد سياسية للتصعيد العسكري

يتزامن هذا التصعيد العسكري مع تحركات سياسية مكثفة تقودها حكومة نتنياهو على الساحة الدولية، حيث تحاول إسرائيل الترويج لروايتها بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بينما تطالب بزيادة الضغط العسكري على غزة في إطار خطتها لإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع بعد العدوان الأخير.

ويرى مراقبون أن حملة الاعتقالات والمداهمات تأتي في سياق استراتيجية سياسية مدروسة، تهدف إلى إحكام السيطرة على الضفة الغربية، وفرض سياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، وذلك لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تواجه حكومة نتنياهو، خاصة في ظل تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم، والضغوط الدولية المتزايدة بشأن انتهاكات الاحتلال.

ردود فعل فلسطينية ودولية غاضبة

أثارت الاعتقالات والهجمات الإسرائيلية موجة إدانات واسعة، حيث اعتبرت السلطة الفلسطينية أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية هو جزء من مخطط استيطاني يهدف إلى تقويض أي فرصة لحل سياسي، مؤكدة أن الانتهاكات الإسرائيلية لن تمر دون رد.

كما حذرت جهات دولية من خطورة الوضع في الضفة الغربية، مشددة على أن العمليات العسكرية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة، مما قد ينعكس سلبًا على استقرار الشرق الأوسط برمته.