تواصل مصر تحقيق إنجازات لافتة في قطاع الطاقة الكهربائية، خاصة في مجال الطاقات المتجددة، فبعد النجاح الكبير لمحطة بنبان للطاقة الشمسية، تستعد مصر لتنفيذ مشروع جديد ضخم من شأنه أن يعزز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال.

إقبال غير مسبوق من القطاع الخاص

تشهد مصر اهتمامًا متزايدًا من شركات القطاع الخاص للاستثمار في الطاقة المتجددة، مدفوعة بالتسهيلات غير المسبوقة التي تقدمها الحكومة، وتشمل هذه التسهيلات تخصيص الأراضي بأسعار مناسبة للمستثمرين، إضافة إلى التزام الدولة بشراء الطاقة المنتجة، مع إمكانية الدفع بالعملة المحلية أو بالدولار.

المشروع الجديد في الواحات

المشروع المرتقب سيكون عبارة عن محطة طاقة شمسية ضخمة يتم تنفيذها بالتعاون مع تحالف شركات "مصدر"، "إنفينيتي باور"، و"حسن علام". المحطة ستقام على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا في منطقة الواحات، بطاقة إنتاجية تصل إلى 900 ميجاوات، والدراسات المتعلقة بالسطوع الشمسي والبنية التحتية اكتملت بالفعل، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في النصف الثاني من عام 2025.

الفوائد الاقتصادية والبيئية

المحطة الجديدة تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي للكهرباء، ما يعني تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل الغاز الطبيعي والمازوت، مما يخفف العبء المالي عن الدولة، كذلك، يدعم المشروع جهود الحد من انبعاثات الكربون، في إطار التزام مصر بالمساهمة في مكافحة التغير المناخي.

تجربة بنبان كنموذج للنجاح

محطة بنبان في أسوان، والتي تنتج 90% من طاقة السد العالي، تمثل نموذجًا ناجحًا لمشروعات الطاقة المتجددة في مصر، والمشروع الجديد يسعى لتكرار هذه التجربة الناجحة ولكن على نطاق أوسع، ما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

تعزيز الربط الكهربائي مع الدول الأخرى

إلى جانب تعزيز الإنتاج المحلي، يعزز المشروع أيضًا من قدرة مصر على تصدير الكهرباء إلى دول الجوار مثل السعودية، السودان، والأردن، وذلك من خلال خطوط الربط الكهربائي القائمة.

استثمارات تفوق المليار دولار

الاستثمارات الأولية للمشروع الجديد تتجاوز حاجز المليار دولار، ما يعكس الثقة الكبيرة من المستثمرين في قطاع الطاقة المتجددة بمصر، هذه الاستثمارات تُعد دفعة قوية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.

بهذا المشروع، تُثبت مصر مجددًا ريادتها في قطاع الطاقة المتجددة، وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتنمية المستدامة.