نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب والشعبوية: الوعود الكبرى وسراب التغيير - أرض المملكة, اليوم الجمعة 7 فبراير 2025 04:46 مساءً
في 20 يناير 2025، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليعلن بداية "العصر الذهبي" لأمريكا، مقدمًا وعودًا بتغييرات جذرية في السياسات الأمريكية. انتقد إدارة بايدن، مشيرًا إلى فسادها، مؤكدًا أنه سيعيد السلطة إلى الشعب الأمريكي. تركزت وعوده على محاربة التضخم، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتطبيق سياسات صارمة على الحدود.
ترامب، الزعيم الشعبوي، يعتمد على فكرة أن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية هي نتيجة السياسات الخارجية التي تهدد الهوية الوطنية. وعندما تحدث عن استعادة قناة بنما، كان يعكس توجهه نحو العزلة الاقتصادية والسياسية، ساعيًا لحماية المصالح الوطنية بعيدًا عن التعاون الدولي. هذه النزعة الشعبوية تدعو إلى الانسحاب من الساحة العالمية بدلًا من الانخراط الفعّال مع القضايا المعقدة، وهو ما يعكس تراجعًا في تبني نهج التعددية والاعتماد على الحلول الفردية.
وعوده، رغم ما تحمله من شعارات جذابة، لا تعالج أزمات المجتمع الأمريكي العميقة. حديثه عن "إغلاق الحدود" وترحيل "المهاجرين المجرمين" يقدم حلولًا سهلة لمشكلات معقدة، ولكنه لا يعالج الأسباب الجذرية لهذه المشكلات، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية.
الشعبوية قد ترفع الشعارات، ولكن مع مرور الوقت، تتضح أنها مجرد بدائل غير فعّالة للحلول الجذرية. في عالم يشهد تداخلًا معقدًا من المشكلات الداخلية والخارجية، تصبح هذه الشعارات مجرد طوق نجاة فارغ.
أما شعار "العودة إلى أمجاد الماضي"، فيعكس رغبة في استعادة قوة أمريكا كما كانت في فترات معينة، ولكنه في جوهره يرمز إلى الشعبوية التي تدعو إلى العودة إلى الماضي بدلًا من التفكير في المستقبل. هذه النظرة المحدودة تركز على استعادة توازن مفقود في الوقت الذي يغفل فيه عن ضرورة الابتكار والتكيف مع عالم سريع التغير. هذا الفهم الضيق للمشاكل يفضي إلى شعور بالاستغناء عن التغيير الفعلي ويدعو إلى الهروب من الواقع بدلاً من مواجهته.
في النهاية، يبقى التساؤل قائمًا: هل سيحقق ترامب وعوده ويعيد أمريكا إلى قوتها السابقة؟ أم أن الشعبوية ستظل مجرد شعارات تخدم الأغراض السياسية دون تقديم حلول واقعية للمشاكل المستعصية؟ تبقى الإجابة في مدى قدرة هذه الوعود على الصمود أمام تعقيدات العصر الحديث، وفي كيفية تعامل أميركا مع هذه التحديات التي تتطلب أكثر من مجرد شعارات.
0 تعليق