أعدّ الزميل باسل العكور ورقة بحثية بعنوان : "الصحافة في العصر الرقمي ..الفرص والتحديات" ضمن مشروع المبادرات المستقلة "أصوات من الجنوب"، والتي تناول فيها التحديات التي تفرضها التطورات الكبيرة والمتسارعة التي تشهدها تقنيات المعلومات، وكيفية انعكاس ذلك على أهمية الحفاظ على دور الصحافة التقليدي وفهم الدور الجديد في تحديات العالم المعاصر وتحديدا من نظرة دول جنوب العالم وتطوير خطابه وتوثيق سرديته في ظل ما يشهده العالم من سيطرة للغرب المتقدم تكنولوجيا على المنصات والاقتصاد وأدوات الرقمنة وتطبيقاتها.

واستندت الورقة لعملية بحث وتحليل من خلال مراجعة الأدبيات واستخدام المنهج الوصفي التحليلي لتحديد المشكلة وتشخيصها. بالاضافة الى جمع البيانات من خلال اداة بحثية وهي مجموعة ضبط متخصصة مكونة من 24 شخص يمثلون قطاعات: الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، الصحافة الرقمية والبودكاست، التسويق الرقمي، مستثمرون ومنتجون، مجتمع مدني ومحامون.

وتتناول الورقة البحثية أهمية التحول الرقمي والتحديات التي تلقي بظلالها الثقيلة على العمل الصحفي اليومي، خاصة في ظلّ الأزمة المتعلقة باستقلال المؤسسات الصحفية وتحررها من سطوة الحكومات ورأس المال، وعلاقة ذلك بشكل مباشر بالتجاوب مع مقتضيات التحول الرقمي.

وعرضت الورقة التحديات التي تواجه التحول لعصر الرقمنة، ومنها غياب قيادات إعلامية قادرة على قيادة التحوّل، والحاجة لإمكانات مالية غير متاحة للكثير من وسائل الإعلام العربية ، والصراع بين التقليدي والحديث الرقمي، وعلاقة الدولة ورأس المال بالإعلام ومحاولات السيطرة والاحتواء المستمرة ، وتحديات تشريعية تتمثل بقوانين تقيد حرية الإعلام والتعبير، إلى جانب التحدي المتعلق بمخرجات العملية التعليمية وغيرها من التحديات والعقبات.

كما أوردت الورقة توصيات وتدخلات ضرورية لمواجهة عمليات الإحلال المستمرة التي تسعى من خلالها وسائل إعلام غربية كبرى إلى جانب شبكات التواصل الاجتماعي الأوسع انتشارا للهيمنة على عملية صناعة الإعلام والأخبار، لتكون تلك الجهات المصدر الوحيد للخبر والمعلومة، وبذلك يسهل عليها إدارة المجاميع وتشكيل الوعي والآراء والاتجاهات.