قامت حركة حماس اليوم بتسليم جثامين أربعة إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في قطاع غزة وتم نقل الجثامين في نعوش سوداء كُتب عليها أسماء الضحايا. وأكدت حماس أن جيش العدو الصهيوني قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، و حكومة الاحتلال تتحمّل المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارً.

تمت عملية التسليم في مدينة خان يونس بجنوب غزة، هذه المنطقة التي استهدفتها قوات الاحتلال بشكل مكثف خلال عدوانها على غزة، وخاضت فيها عملية عسكرية استمرت نحو 4 أشهر، وقامت بعمليات تنقيب واسعة بحثا عن أي أثر للأسرى دون نتيجة ورُفعت لافتة في المنطقة حملت عبارة "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر الأسرى الإسرائيليين في غزة إن قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العودة للحرب مجددا.

من خلال هذه الخطوة، تسعى حماس إلى إرسال عدة رسائل الى دولة الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي:

1.إظهار الالتزام بالاتفاقيات: تأتي هذه العملية كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث تم الإفراج عن 24 رهينة إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. بتسليم الجثامين، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ بنود الاتفاق وتعزيز فرص استمرار الهدنة وإنهاء الحرب .

2.توجيه رسالة الى عائلات الأسرى الإسرائيليين الأربعة المقتولين: التأكيد لعائلات الضحايا ان حكومة الاحتلال هي المسؤولية عن قتل ذويهم وأن حركة حماس كانت تفضل أن يعودوا إليهم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم وأن رئيس الوزراء الإحتلال الذي يتباكى اليوم عليهم هو المسؤول عن قتلهم .وذكّرت عائلات الطفلين الإسرائيليين المقتولين ان جنود الإحتلال الذين قتلوا طفليهما اثناء الأسر قتلوا ايضا معهم 17 ألفًا و881 طفلًا فلسطينيًا، في قصفهم الإجرامي لقطاع غزة.

3.تحميل إسرائيل المسؤولية: بتأكيدها أن وفاة الرهائن جاءت نتيجة غارات جوية إسرائيلية، تسعى حماس إلى تحميل إسرائيل مسؤولية مقتلهم، مما يهدف إلى كسب تعاطف الرأي العام الدولي وتوجيه الانتقادات للعمليات العسكرية الإسرائيلية.

4.الضغط من أجل مفاوضات مستقبلية: أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في صفقة تبادل شاملة إذا تم التوصل إلى مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المتوقع الشهر المقبل. بهذا، تمارس حماس ضغطًا على إسرائيل للدخول في مفاوضات جديدة وتحقيق مكاسب سياسية إضافية.

5.مراعات الأعراف الدولية والإنسانية وكسب التعاطف الدولي: حرصت كتائب القسام والمقاومة في مراسم تسليم جثامين الأسرى على مراعاة حرمة الموتى ومشاعرعائلاتهم، رغم أن جيش الاحتلال لم يراعِ حياتهم وهم أحياء. من خلال هذه الخطوة، تسعى حماس إلى تعزيز موقفها التفاوضي وتحميل إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن، والتأكيد على التزامها بالاتفاقيات المبرمة والأعراف الإنسانية، مما يهدف إلى كسب تعاطف المجتمع الدولي والضغط لتحقيق أهدافها السياسية.