نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سماء سليمان تكتب: دلالات لقاء ملك الأردن والرئيس الأمريكي - أرض المملكة, اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 01:52 مساءً
شهدت الساحة السياسية الإقليمية والدولية لقاءً ذا دلالات مهمة بين ملك الأردن عبدالله الثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ناقش فيه الطرفان عدة قضايا حساسة، كان أبرزها الوضع في قطاع غزة والتهديدات المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
وتركز الحديث بشكلٍ خاص حول مناقشة الحلول المقترحة بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا وأدى إلى ردود فعل قوية من قبل القيادات السياسية العربية الشعوب العربية، التي أظهرت رفضها القاطع لمثل هذه الحلول التي تهدف إلى تهجير الفلسطيني من أرضهم.
في اللقاء الذي جمع ملك الأردن والرئيس الأمريكي، جرى طرح فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى مثل مصر أو الأردن بإصرار شديد من الرئيس الأمريكي الذي فاجأ ملك الأردن بحضور الصحفيين اللقاء الذي كان من المتوقع أن يكون مغلقًا لينتزع منه تصريحات بالموافقة على التهجير وإحراج مصر لتشتيت الصف العربي، إلا أن ملك الأردن كان دبلوماسيا وواقعيا عندها أفاد بأن البت في اقتراح الرئيس ترامب ليس قرارا لدولة أو دولتين ولكن الرد سيكون وفق خطة أعدتها مصر، والتي يجب أن تحظى بقبولٍ عربي قبل طرحها على الرئيس الأمريكي، الذي بدوره الأخير لم يعط للأمر اهتماما خلال اللقاء، واستمر في تكرار كلامه بتأكيده بقبول الدولتين للتهجير واليوم يعلن استعداد أمريكا لاستقبال فلسطينيين فيها بعد أن ذكر أن أمريكا لن تستقبلهم لبعد المسافة.
مصر، التي لطالما كانت داعمًا رئيسيًا للقضية الفلسطينية، أكدت موقفها الثابت بأن حقوق الفلسطينيين يجب أن تظل محفوظة في إطار دولتهم المستقلة على أراضيهم، مع الحفاظ على حق البقاء والعودة لكل اللاجئين الفلسطينيين. ولذلك، رفضت مصر أي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة أو نقلهم إلى أي دول أخرى.
وفي المقابل، تم التأكيد على أن مصر والدول العربية تعمل معًا على وضع خطة شاملة تهدف إلى إعادة إعمار غزة بشكل يعزز الظروف المعيشية لسكان القطاع، دون المساس بحق الفلسطينيين في العيش على أرضهم. تتضمن هذه الخطة تحسين البنية التحتية، تقديم الدعم الإنساني، وتشجيع فرص العمل داخل القطاع، كل ذلك ضمن إطار يحترم حقوق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.
من خلال الموقف المصري الحازم والرافض لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، يتضح دور مصر كدولة قائدة في المنطقة العربية، فمنذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة، أكدت القيادة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على رفضها القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين، مشيرة إلى أن مصر لن تشارك في ظلم الفلسطينيين. كما شدد الرئيس مرارًا على ضرورة الوصول إلى حل شامل وعادل وسلمي للقضية الفلسطينية، يعتمد على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ويجب أن تكون غزة جزءًا لا يتجزأ من هذا الحل. ومصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعبت ولا تزال تلعب دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية، حيث كانت دائمًا على رأس الدول التي تدعو إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، قائم على احترام حقوق الشعب الفلسطيني.
علاوة على ذلك، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها لأي محاولات لتوطين الفلسطينيين في دول أخرى، واعتبرت أن ذلك يهدد حقوقهم ويعد بمثابة تدمير لحلمهم في بناء دولتهم المستقلة. كما أكدت الوزارة أهمية دور المجتمع الدولي في دعم حقوق الفلسطينيين والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بطريقة سلمية وعادلة.
هذا الدور يعكس عمق الثقة التي تضعها الدول العربية في مصر باعتبارها القوة المركزية في الشرق الأوسط. فمصر تساهم بشكل فعال في تعزيز استقرار المنطقة، وتعمل على تحقيق مصالح شعوبها والشعوب العربية بشكل عام. كما أن هذا الدور القيادي يضع مصر في موقع قوي للتأثير في صناعة القرارات الإقليمية والدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
بروز هذا الدور يعكس أيضًا قدرة مصر على توظيف دبلوماسيتها ومواردها لتعزيز مواقفها في القضايا الإقليمية الكبرى، وتأكيد مواقفها الثابتة بشأن حقوق الفلسطينيين. كما يعكس قدرة القيادة المصرية على التأثير في الشؤون الدولية والإقليمية، بما يعزز مكانتها كداعم رئيسي للسلام والاستقرار في المنطقة.
في هذا السياق، من المهم أن يكون الشعب المصري على وعي كامل بالأهمية الكبيرة لدور بلاده في القضية الفلسطينية وفي الساحة السياسية الإقليمية. الشعب المصري، الذي طالما دعم القضية الفلسطينية ووقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني، يجب أن يظل متحدًا خلف قيادته السياسية في هذه المرحلة الحساسة، ومن خلال الدعم المستمر لسياسات الدولة التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني، وعدم السماح لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
هذه الوحدة الداخلية تمثل دعماً حاسماً للقيادة السياسية المصرية في مواجهة الضغوط الدولية التي قد تأتي في سياقات متباينة. يلعب الدعم الشعبي أيضا دورًا أساسيًا في تعزيز موقف بلاده القوي على الساحة الدولية.
وختاما، يمكن القول إنّ لقاء ملك الأردن مع الرئيس الأمريكي وتناول موضوع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وبينما يواصل المجتمع الدولي طرح حلولٍ بديلةٍ وغير منطقية، تظل مصر رافضة بشكل قاطع لهذه المحاولات، وتستمر في قيادة المبادرات الداعمة لإعادة إعمار غزة وتحقيق العدالة للفلسطينيين.
مصر تبرهن على قوتها كداعم رئيسي للحقوق الفلسطينية وكمحور رئيسي في الاستقرار الإقليمي، ما يُعزز دورها القيادي في المنطقة، ويجعلها عنصرًا محوريًا في المستقبل السياسي والإنساني لفلسطين.
*النائبة سماء سليمان - وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ*
0 تعليق