وسط عاصفة من التوترات الاقتصادية العالمية، تواصل أسعار النفط تراجعها للأسبوع الثالث على التوالي، في سيناريو يثير قلق الأسواق والمستثمرين على حد سواء، والعقوبات الأمريكية على إيران، وتجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة، كلها عوامل تشعل المخاوف بشأن مستقبل الطلب العالمي على الطاقة، وتدفع الأسعار نحو أكبر خسائرها الأسبوعية منذ شهور.

النفط يسجل تراجعاً للأسبوع الثالث على التوالي وسط 

طبقا لـ تحيا مصر، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً مع إغلاق التداولات اليوم الجمعة، مدعومة بفرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية، إلا أن السوق سجل تراجعاً للأسبوع الثالث على التوالي نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية إضافية على دول أخرى.

أداء الأسعار وبرنت عند 74.67 دولار والخام الأمريكي عند 71 دولاراً

أنهت العقود الآجلة للخام الأمريكي تعاملاتها بزيادة قدرها 39 سنتاً، ما يعادل 0.55%، لتصل إلى 71 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، فقد سجلت انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 2.7%. أما خام برنت، فقد ارتفع بمقدار 38 سنتاً أو 0.51% ليبلغ 74.67 دولاراً للبرميل، لكنه سجل خسارة أسبوعية بلغت 3.2%، وهو أكبر انخفاض منذ سبتمبر 2024، وتعتبر هذه المرة الأولى منذ خمسة أشهر التي تشهد فيها الأسعار انخفاضاً مستمراً لثلاثة أسابيع.

تداعيات الحرب التجارية والرسوم الجمركية

أوضح محللون في مذكرة صادرة عن شركة “بي.إم.آي” أن الأجواء السلبية المحيطة بالأسواق تعود إلى القلق المتزايد بشأن الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأشاروا إلى أن هذه التوترات تهدد بتقليص الطلب على النفط عالمياً نتيجة تأثر حركة التجارة والنمو الاقتصادي.

وقد أعلن ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية ضمن خطة أوسع لتحسين الميزان التجاري الأمريكي، مع تعليق الرسوم على الواردات من المكسيك وكندا.

زيادة المخزونات الأمريكية تضغط على الأسعار

على صعيد آخر، تأثرت أسعار النفط بتعهدات ترامب برفع الإنتاج المحلي، في ظل إعلان الولايات المتحدة عن قفزة كبيرة في مخزونات الخام، وهو ما أثار قلق المستثمرين ودفع الأسعار إلى الهبوط يوم الخميس.

أداء السوق منذ بداية ولاية ترامب

منذ تولي ترامب منصبه في يناير 2017، شهد خام برنت تراجعاً بأكثر من 8%، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة تفوق 7%. ويعكس هذا الأداء تأثير السياسات التجارية والمخاوف بشأن فائض المعروض.

مع استمرار التوترات الاقتصادية والتجارية، يبدو أن السوق سيظل تحت ضغط، ما لم تظهر إشارات إيجابية حول تخفيف النزاعات أو استقرار الطلب العالمي على النفط.