بتسجيله «هاتريك» لفريق الهلال الأول لكرة القدم في مرمى الفتح، الخميس الماضي، أظهر المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو ملمحًا عمليًا لسيره على خطى مُلهمه البرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو، قائد النصر، الذي تخلى بملك إرادته عن حلم مجاورته مثلما تمنّى دائمًا، حين وقّع مع «الأزرق» صيف 2024.
علانيةً، أفضى ليوناردو بذلك الحلم قبل عامين فقط من انضمامه إلى الهلال عندما ذكر في حوار مع موقع «جول» الإلكتروني: «كريستيانو رونالدو دائمًا ما كان قدوتي، وأحلم دائمًا باللعب معه، هو الرقم واحد».
وقتها كان البرازيلي لا يزال مُراهقًا بعمر 19 عامًا يلعب لفريق سانتوس في بلاده، بينما كان «الدون» يتوجَّه نحو إتمام الموسم الأول بعد عودته الرومانسية لأحضان مانشستر يونايتد الإنجليزي.
في تلك الآونة، دأب والده على توصيته بمشاهدة مقاطع مرئية مسجّلة لكبار مهاجمي البرازيل، روماريو ورونالدو وأدريانو، من أجل التعلم كما شرح ليوناردو في الحوار ذاته: «والدي كان يضغط عليّ، ويقول لي: يا فتى اذهب وشاهد الفيديوهات. حتى أستخلص منها حركات تساعدني على حل بعض المواقف في الملعب».
ليس هؤلاء فحسب، آخرون أيضًا ألهموا المهاجم الشاب وأثروا فنّياته، منهم، وفق اعترافاته، المهاجم البرازيلي ريكاردو أوليفيرا، ونظيره الأوروجوياني لويس سواريز، فيما بقي كريستيانو، بالنسبة له، المرجع الأول منذ صغره.
وامتدَّ تأثير تعلقه بمهاجم النصر إلى تقليد طريقة احتفاله أيضًا، فحين سجّل هدفًا لسانتوس أمام آفاي في 5 نوفمبر 2022 ضمن بطولة الدوري البرازيلي، واجه ليوناردو الجماهير وعقد أصابع يديه أمام صدره وأغلق عينيه محاكيًا الحركة الشهيرة لرونالدو بعد هز الشباك.
وعلى وقع تألقه مع سانتوس، ترصّدته أندية أوروبا الكبرى، ومنها مانشستر يونايتد طبقًا لتقارير صحافية راجت في البرازيل نوفمبر 2023، وحينها كان رونالدو، قدوته، قد غادر بالفعل صفوف «الشياطين الحمر» منذ نحو عام وانتقل إلى النصر، على خلفية أزمته المدوّية مع مدرب الفريق.
وبعد نحو شهرين من تسليط الضوء على الاهتمام الأوروبي بخدماته، انتقل اللاعب إلى بنفيكا البرتغالي، موطن «الدون»، واستقرّ فيه 8 أشهر فقط ثم التحق بكتيبة نجوم دوري روشن السعودي من بوابة الهلال.
وهكذا وجد البرازيلي نفسه، خلافًا لحلمه، يدافع عن ألوان الغريم الأزلي لفريق رونالدو. وبدلًا من مجاورته تنافس ضدَّه في ديربي الرياض 1 نوفمبر الماضي، ضمن الجولة التاسعة من الدوري، الذي انتهى بالتعادل 1ـ1.
وفضلًا عن هذه العقبة، بات من المستحيل على المهاجم الشاب تقليد احتفالات «صاروخ ماديرا»، مراعاةً لطبيعة العلاقة التنافسية بين نادييهما، فلم يتبق أمامه سوى مواصلة الاقتداء به في الأرقام التهديفية، ومنها «الهاتريك» الذي يتفوق النجم العالمي في عدد مرات تسجيله على جميع اللاعبين النشطين، بواقع 66 مرة. وسيظل ليوناردو يفخر بإحرازه أول هاتريك في مسيرته، أمام الفتح، وهو بعمر الـ 21، أقل بعامين من مثله الأعلى عندما دشَّن قائمته المطوَّلة.