نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليانغ وينفنغ.. مؤسس DeepSeek الذي أربك وادي السيليكون - أرض المملكة, اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025 11:53 مساءً
أفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن ليانغ وينفنغ، مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة DeepSeek، بات يُحتفى به في الصين كبطل قومي رقمي، إذ استطاعت شركته منافسة كُبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية بموارد محدودة تضمنت عددًا قليلًا نسبيًا من رقاقات الذكاء الاصطناعي وفريقًا هندسيًا صغيرًا.
ونجح ليانغ من خلال شركته الناشئة في نشر أبحاث تشير إلى إمكانية بناء نماذج لغوية ضخمة بعدد أقل بكثير من رقاقات الذكاء الاصطناعي المتطورة من شركة إنفيديا، مقارنةً بتطوير نماذج الشركات الأمريكية. وقد أدى ذلك إلى تراجع القيمة السوقية لإنفيديا بنحو 600 مليار دولار في وقت قياسي، إذ تساءل المستثمرون حول جدوى إنفاق مئات المليارات على مراكز حوسبة عملاقة للذكاء الاصطناعي في ضوء ما أنجزته DeepSeek.
وأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن ليانغ قضي عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في قريته ميليلينغ بمقاطعة غوانغدونغ الصينية، حيث استُقبل بحفاوة بالغة وسط إجراءات أمنية مشددة. ورفعت القرية، التي لم يسبق أن ورد ذكرها سابقًا على الإنترنت، لافتات احتفالية تحمل عبارات مثل: “ليانغ وينفنغ يعود إلى مسقط رأسه لنشر النجاح والمساهمة في إنعاش الريف”.
وتحوّل منزل عائلته إلى “مزارًا غير متوقع” لمن يرغبون في تعرّف مسقط رأس هذا الرجل الذي أثار قلق كُبرى الشركات الأمريكية في وادي السيليكون. ومع فخر السكان المحليين بإنجازاته، لم يكن لدى أي منهم الكثير ليقوله عن حياته الحالية.
من قرية صغيرة إلى قمة التكنولوجيا
ينحدر ليانغ من عائلة أكاديمية، فجده ووالداه كانوا جميعًا معلمين. ويقول أحد جيرانه، الذي يحمل اسم العائلة نفسه، إن ميليلينغ “قرية تضم ألف شخص يحملون لقب ليانغ”.
وفي المدرسة الإعدادية، يتذكر أحد معلميه أنه كان طالبًا هادئًا ومتفوقًا، خاصةً في الرياضيات، وكان شغوفًا بقراءة القصص المصوّرة. وبعد إنهاء دراسته الثانوية عام 2002، التحق بجامعة تشجيانغ، حيث حصل على البكالوريوس والماجستير في علوم الحاسوب، وكتب أطروحته حول خوارزميات كشف الحركة.
وبعد تخرجه في 2010، دخل عالم التداول الآلي للأسهم، بداية كمستقل، ثم أسس صندوق التحوط High-Flyer عام 2015، الذي أصبح لاحقًا من أكبر أربعة صناديق استثمار كمّية في الصين، وهو صندوق يعتمد على الخوارزميات الرياضية لتنفيذ التداولات.
من وول ستريت الصينية إلى سباق الذكاء الاصطناعي
وبعد أن جمع ثروته من التداول، انتقل ليانغ إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستغل المواهب والموارد الحاسوبية من High-Flyer لإطلاق DeepSeek في 2023. ويقول أحد مديري الصناديق المنافسة: “إن ما يميزه هو أنه مهندس حقيقي. إننا ندير الفرق والأموال، في حين أنه ما زال يكتب الأكواد كل يوم”.
إن هدف ليانغ المعلن مع DeepSeek هو الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو هدف تسعى إليه أيضًا OpenAI وغيرها من الشركات، ويعني تطوير أنظمة قادرة على التفكير النقدي مثل البشر. ويعلّق أحد زملائه في قطاع الاستثمار الآلي قائلًا: “إذا نجح ليانغ، فسيتمكن أخيرًا من إزالة العنصر البشري تمامًا من المعادلة”.
بين دعم بكين وقيود واشنطن
تتبنى الحكومة الصينية نهجًا إيجابيًا تجاه شركات الذكاء الاصطناعي، وقد حظي ليانغ بتقدير رسمي، وكان قائد الذكاء الاصطناعي الوحيد الذي اختارته الحكومة للقاء علني مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، إذ دُعي إلى تحقيق إنجازات تكنولوجية لصالح البلاد.
وفي الوقت ذاته، تزايدت التوترات مع الولايات المتحدة، حيث دعا بعض المشرعين الأمريكيين إلى فرض قيود إضافية على وصول الصين إلى رقاقات إنفيديا، ردًا على إنجازات DeepSeek.
الصمت سِمة ليانغ
ومع كل ذلك، ما زال ليانغ متمسكًا بالصمت، وهو ما يتماشى مع شخصيته. ويقول أحد مديري الصناديق الذين يعرفونه: “عندما يكون الموضوع مثيرًا لاهتمامه، يمكنه التحدث لساعات، لكنه قد يصمت فجأة؛ لأنه يفكر. إنه ليس وقحًا، بل فقط في حالة تفكير عميق”.
ولم ترد DeepSeek على اتهامات المنافسين الأمريكيين، التي تراوحت بين سرقة التكنولوجيا والبيانات إلى الادعاء بأنها أداة للدولة الصينية. وأما على الإنترنت، فقد أصبحت شخصية ليانغ محط تحليل واسع، وسط محاولات لاستخلاص أي معلومات عنه.
وفيما يتعلق بأهالي ميليلينغ، تبقى قصته أبسط بكثير: إن ليانغ وينفنغ طالب مجتهد من قرية زراعية صغيرة، شق طريقه ليصبح رائدًا عالميًا في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق