نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا تحذر فيه من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستعد لتدمير الاقتصاد العالمي بسياساته التجارية المتشددة، داعية دول العالم إلى اتخاذ موقف موحد لمواجهة التوجهات الاقتصادية العدائية لواشنطن.

وفقًا للمقال الذي كتبته جابي هينزليف، فإن انزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود لن يكون في مصلحة أي طرف، حيث لا توجد دولة محصنة ضد الانهيار الاقتصادي، حتى القوى العظمى نفسها. ورغم ذلك، يواصل ترامب سياسة الضغط الاقتصادي من خلال فرض الرسوم الجمركية المرتفعة، وهو ما يهدد استقرار الأسواق المالية والتجارية على نطاق واسع.

الرسوم الجمركية.. ورقة ترامب للضغط على الحلفاء والخصوم

يتبنى ترامب نظرية "الاقتصاد الحمائي" من خلال فرض رسوم جمركية باهظة على واردات الدول الأخرى، متجاهلًا التداعيات السلبية لهذه السياسات على التجارة العالمية.

بدأت الإدارة الأمريكية بتهديد المكسيك بفرض تعريفات جمركية مرتفعة، لكنها عادت لاحقًا وأجلت تنفيذ القرار، مما أثار حالة من القلق بين الحلفاء الاقتصاديين للولايات المتحدة، حيث أصبح التعامل مع واشنطن غير مستقر ويعتمد على القرارات اللحظية لترامب.

بحسب المقال، تلقت كندا تحذيرات من واشنطن بأنها قد لا تتعرض لرسوم جمركية جديدة، ولكنها مهددة بعقوبات اقتصادية قد تؤثر على استقلالها الوطني. هذا التهديد جاء بعد أن قدمت كندا مساعدة إنسانية للولايات المتحدة في مكافحة حرائق لوس أنجلوس، ما يعكس النهج غير المتوقع والمضطرب لإدارة ترامب في تعاملها مع حلفائها التقليديين.

سبق أن حاول ترامب شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، لكن الحكومة الدنماركية رفضت العرض. ورغم تطميناته بعدم غزو الدنمارك عسكريًا، إلا أن سياساته الاقتصادية الشرسة قد تحقق نفس التأثير المدمر عبر فرض الضرائب الباهظة على الشركاء الاقتصاديين.
 

الضرائب الجمركية.. هل تكون بداية انهيار الاقتصاد العالمي؟

تتبنى إدارة ترامب نظرية أن فرض الرسوم الجمركية على الواردات يمكن أن يحل مشكلات الاقتصاد الأمريكي، حيث تسهم هذه الرسوم في زيادة إيرادات الحكومة الأمريكية بطريقة أكثر فاعلية من رفع الضرائب على المواطنين الأمريكيين.

ولكن هناك مخاوف متزايدة من أن فرض هذه التعريفات الجمركية سيؤدي إلى تراجع التجارة الدولية، وارتفاع تكلفة المعيشة، وزيادة الضغوط على الأسواق الناشئة، مما قد يؤدي في النهاية إلى ركود اقتصادي عالمي واسع النطاق.

وفقًا للمقال، فإن ترامب يستهدف جني مليارات الدولارات عبر فرض التعريفات الجمركية، لكنه يتجاهل حقيقة أن المستهلك الأمريكي هو من سيدفع هذه التكاليف في النهاية، حيث ستنعكس هذه الرسوم على أسعار السلع المستوردة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار محليًا.

بحسب الجارديان، يسعى ترامب إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الأمريكي ليعتمد أكثر على ضرائب الاستهلاك بدلًا من الضرائب على الدخل، مما قد يغير شكل الاقتصاد الأمريكي بين عشية وضحاها.

هل تتمرد الدول على سياسات ترامب الاقتصادية؟

في ظل التوجهات الاقتصادية العدائية لترامب، بدأ بعض القادة العالميين في اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد واشنطن، حيث تعهد كل من رئيس وزراء كندا المنتهية ولايته جوستين ترودو وخليفته المحتمل بيير بوليفيير بمواجهة الضغوط الأمريكية.

قرار ترامب الأخير بتأجيل فرض الرسوم الجمركية على كندا بعد مكالمة هاتفية مع جوستين ترودو قد يكون خطوة تهدئة مؤقتة، لكنها لا تعني أن الأزمة قد انتهت، حيث لا يزال ترامب مصممًا على فرض سياساته الحمائية بغض النظر عن اعتراضات الحلفاء والشركاء التجاريين.

يرى مراقبون أن العالم قد يبدأ في الابتعاد تدريجيًا عن الاعتماد على الاقتصاد الأمريكي، عبر تعزيز التحالفات الاقتصادية البديلة، مثل الاتحاد الأوروبي والصين والهند، لتقليل تأثير القرارات الأمريكية المفاجئة على الاقتصاد العالمي.