نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيالنا عيالكم: مبادرات فردية بأثر لا يُنسى - أرض المملكة, اليوم السبت 1 فبراير 2025 02:10 صباحاً
في زوايا مجتمعنا الإماراتي، هناك مشاهد استثنائية تستحق التوقف عندها، مشاهد قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل في طيّاتها معاني عميقة من العطاء والتلاحم الاجتماعي.
تخيّلوا معي عائلة قررت أن تحوّل مجلسها إلى ملتقى دائم للشباب، حيث تُفتح الأبواب لاستقبال أصدقاء أبنائها في بيئة توفر لهم أجواء من الترفيه والمتعة، لمتابعة المباريات وخلق نقاشات إيجابية ومفيدة يتعلم منها الشباب أصول الاحترام وفن الحديث، وبناء الصداقات وتنويع المعارف، وزيادة الثقة بالنفس، من خلال الاندماج والتفاعل مع الآخرين.
أعلم قدر الجهد الذي تبذله هذه العائلات لاستضافة الشباب واستقبال أصدقاء أبنائها، ومتابعة التفاصيل التي تسعدهم، تراهم يحرصون على توفير كل سبل الراحة والضيافة، وهم في قمة السعادة عندما يرون تجمع أبنائهم مع أصدقائهم، في أجواء تغمرها الألفة والمودة.
إنها حقاً نماذج مميزة، وإن كانت قليلة، إلا أن أثرها كبير جداً، فالصداقات والعلاقات الطيبة التي تتكون في هذه الأجواء، تثمر نتائج إيجابية تتجلى في شخصية الشباب وأخلاقهم وتعاملهم مع الآخرين.
مثال آخر تابعته بنفسي وهو تخصيص بعض العائلات مساحات في مزارعها كمتنفس للشباب، هذه المزارع أو الاستراحات مجهزة بملاعب البادل ومساحات للأنشطة الرياضية مجاناً، احتضاناً للشباب واستثماراً لأوقاتهم ورعاية هواياتهم ومواهبهم.
هؤلاء لا يبحثون عن الشكر والتقدير، بل يجدون سعادتهم في إسعاد الشباب في أجواء إيجابية تسودها المودة.
والأجمل من ذلك، بعض العائلات التي تتجاوز معاني الكرم لتقدّم نموذجاً غير مسبوق في العطاء، فبعد الانتهاء من الاحتفال بزفاف أبنائها، تخصص القاعات ذاتها بكل تجهيزاتها ومعداتها لمن يرغب - من الشباب المقبلين على الزواج - في الاستفادة منها، ويشمل ذلك القاعة بكل تفاصيلها، من الديكورات إلى تجهيزات الضيافة، تُقدّم لهم بلا مقابل، في رسالة عميقة تؤكد أن فعل الخير متجذّر في مجتمعنا.
هذه المبادرات وإن بدت فردية، إلا أنها تحمل في جوهرها رسالة كبيرة، وهي أن العطاء قيمة لا تُقدّر بثمن. وتُثبت هذه العائلات بسعيها وحرصها، أن الخير يبدأ من التفاصيل الصغيرة، وأن المجتمع المتماسك يُبنى على أكتاف من يحملون همّ الآخرين.
عضو المجلس الوطني الاتحادي
@M_BinTheneya
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق