امرأة من ولاية ألاباما الأمريكية تُدعى توانا لوني تسجل إنجازاً طبيّاً فريداً، بعد أن أصبحت أطول شخص في العالم يعيش بكلية مزروعة مأخوذة من خنزير، إذ أكملت 61 يوماً من خضوعها لعملية الزراعة، وتتمتع «لوني» بصحة جيدة ونشاط ملحوظ، وتواصل رحلة تعافيها بنجاح، ما يعزز الآمال بتحقيق تقدم كبير في زراعة الأعضاء الحيوانية للبشر.

ووفقاً لوكالة «أسوشيتد برس»، يُعد تعافي لوني المذهل بارقة أمل لمواجهة نقص الأعضاء البشرية القابلة للزراعة، وهو تحدٍّ كبير يسعى الأطباء والباحثون إلى حله من خلال استخدام الأعضاء الحيوانية.

حتى الآن، خضع أربعة أمريكيين آخرين لزراعة أعضاء من خنازير معدلة وراثياً (بما في ذلك قلوب وكلى)، لكن لم ينجُ أي منهم لأكثر من شهرين، نقلاً من (العربية).

وأوضح الدكتور روبرت مونتغومري، الذي ترأس فريق العملية في مستشفى «إن واي يو لانغون هيلث»، أن الكلية المزروعة تعمل بشكل طبيعي جداً، قائلاً: «لو رأيتها تسير في الشارع، لن تلاحظ أبداً أنها الشخص الوحيد في العالم الذي يعيش بكلية خنزير مزروعة». ويأمل الأطباء أن تتمكن لوني قريباً من مغادرة نيويورك، حيث تقيم حالياً لإجراء فحوصات متابعة، لتعود إلى منزلها في مدينة جادسدن بولاية ألاباما خلال الأسابيع المقبلة.

ولتحدي نقص الأعضاء البشرية يعمل العلماء على تعديل جينات الخنازير؛ لتكون أعضاؤها أكثر توافقاً مع جسم الإنسان، في محاولة لمعالجة أزمة نقص الأعضاء الحادة. وتتم هذه العمليات في إطار «الاستخدام الرحيم»، وهو برنامج تجارب خاص وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للحالات التي لا يتوفر لها أي حلول بديلة.

يذكر أن الولايات المتحدة تضم أكثر من 100 ألف مريض على قائمة انتظار زراعة الأعضاء، غالبيتهم بحاجة إلى كلى. ومع ذلك، يواجه آلاف المرضى الموت سنويًّا؛ بسبب عدم توفر الأعضاء المطلوبة في الوقت المناسب.