قال الكاتب الإسرائيلي ياكوف غودو في مقال له بصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن إعلان رئيس الأركان هرتسي هاليفي استقالته ومغادرته للمشهد يثير مخاوف جدية من عدم إيجاد أجوبة لأسئلة كثيرة تطرح منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف غودو أن من بين تلك الأسئلة ما يمس كفاءة هاليفي، وهل كان مسيطرا على الجيش ومدركا للتلاعبات التي مارسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته على الجيش وعلى المواطنين على حد سواء؟
وأوضح الكاتب أن القيادة العسكرية في عهد هاليفي كانت تفتقر إلى السيطرة على ما يجري بالضفة الغربية، حيث تحوّل الجيش إلى مليشيات موالية لحركة الاستيطان، وخان واجبه في حماية السكان الفلسطينيين.
وتابع أن قوات الجيش أصبحت متعاونة مع "الإرهابيين اليهود في المنطقة، وباتت شريكة في الاعتداء على الفلسطينين، وحرمان تجمعات الرعاة من المياه، ومنع المزارعين من جني الزيتون، وإضفاء الشرعية على المذابح في القرى الفلسطينية".
وتساءل غودو "هل كان رئيس الأركان على علم بالانتهاكات الصارخة للقانون التي ارتكبها الجيش تحت قيادته أم إن عينيه كانتا مغمضتين؟".
حرب انتقامية
وتحدث عن مدى إدراك هاليفي للتلاعب الساخر الذي مارسه نتنياهو بالجيش وبكل الإسرائيليين عندما أعلن حربا انتقامية تهدف إلى إبقائه في السلطة، وتساءل: لماذا لم يبذل رئيس الأركان قصارى جهوده لإعادة كل الأسرى حتى لو اقتضى الأمر إطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين؟
كما تساءل غودو أيضا عن سبب موافقة رئيس الأركان المستقيل على قرارات الحكومة بتدمير قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين والنساء والأطفال، ولماذا وافق على السماح بإدخال حاخامات إلى الوحدات القتالية ووافق على غسل الأدمغة وإقناع الضباط والجنود بأنها حرب دينية، وحوّل الجيش إلى منظمة ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟
ودعا الكاتب إلى إنشاء لجنة تحقيق حكومية تبحث تفاصيل ما جرى خلال الشهور الماضية لأن المسؤولين لن يجيبوا على الكثير من الأسئلة المطروحة، مطالبا نتنياهو ووزراء في حكومته بالاستقالة فورا.
(هآرتس)
0 تعليق