عن غزة والخذلان العظيم ومعاني الشهر الفضيل - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جو 24 :

كتب أحمد الحراسيس - 

بينما ينشغل العالم بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهوائية وأفكاره العبثية، وفي الوقت الذي تنحاز فيه الولايات المتحدة لمبادئ الفاشية والنازية، لا يتورّع الاحتلال الصهيوني بقيادة المجرم بنيامين نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة عن مواصلة ارتكاب إبادة جماعية بحقّ الأهل في قطاع غزة، غير آبه لا بنظام أو قانون دولي ولا حتى انساني، فيقرر أخيرا وقف إدخال الغذاء إلى القطاع المحاصر منذ (18) سنة، وقطع المياه، إلى جانب قطع الكهرباء.

ومما يثير في النفس الاشمئزاز أن كلّ ذلك يجري تحت سمع وبصر دول العالم أجمع، ودون أن تحرّك دولة ساكنا إزاء ما يتعرّض له الغزيون! وكأن أكثر من (2) مليون شخص يعيشون في القطاع ليسوا بشرا، وكأن العالم تطبّع مع مشهد قتل الغزيين قصفا وجوعا وعطشا..

صحيح أننا، كعرب على الأقل، كنّا نعرف زيف شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان التي ترفعها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لكن الموقف الدولي مما يجري في قطاع غزة من تطهير عرقي وإبادة جماعية كشف حقيقة أن من يحكم هذا العالم هم في الواقع مجرمون ووحوش بشرية.

اليوم، وبعد أن ذاق الغزيون طعم الشهادة قصفا وجوعا وعطشا وبردا، يعود الاحتلال مدعوما بالولايات المتحدة لفرض حصار خانق على قطاع غزة، يستهدف في الأساس قتل الفلسطينيين أو دفعهم لترك أرضهم تحقيقا لحلم الصهاينة باحتلال القطاع.

المشكلة، أننا نحن العرب، وأمام كلّ هذه الحقائق وهذا الواقع، تطبّعنا أيضا كما تطبّعت دول العالم مع مشهد تجويع الغزيين وقتلهم، فمنذ قمة الرياض وبعدها قمة المنامة وأخيرا قمة القاهرة، لم نتخذ اجراء عمليا واحدا من شأنه كسر الحصار عن الغزيين.

لقد فشل النظام الرسمي العربي بتقديم ما يحتاجه الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، كما خذلت الشعوب العربية والإسلامية الفلسطينيين جميعا، حتى علماء الدين تركوا الغزيين وانشغلوا بمسائل فرعية، فالكلّ متورّط ومتخاذل؛ الغرب متورط، الشرق متورط، الأنظمة العربية والاسلامية متورطة، الشعوب العربية والاسلامية متورطة، جميعنا خذلنا غزة، وجلسنا نتابع حصار الغزيين على الهواء مباشرة، ونراقب عمليات القتل المنظمة هذه دون أن يحرّك أحد ساكنا.

شهر رمضان يُفترض أن يكون شهر الرحمة والتكافل بين أبناء الأمة، وأن يتم تكثيف عمليات الدعم للجهات الأكثر حاجة، وأن تكون غزة هي مركز اهتمام الناس الذين يفكرون بقيمة هذا الشهر وأهميته والمبادئ التي يحاول الصيام ترسيخها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق