الولاء الحقيقي للوطن: شرفٌ لا يُباع ولا يُشترى - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
جو 24 :

الوطن ليس شعاراتٍ تُباع على قارعة الطريق، ولا لافتاتٍ مزيّفة يرفعها المتسلقون في مواسم الحصاد السياسي. الوطن ليس مائدةً تُمدُّ لمن يُجيد فنّ التصفيق والانحناء، ولا باباً خلفياً يهرب منه الانتهازيون كلما دارت رياح المصالح. بل هو الأرض التي إن زرعتها صدقاً، أينعت شرفاً، وإن رويتها إخلاصاً، أزهرت عزاً وكرامة.

إن الولاء للوطن ليس ورقةً تُوقَّع في دواوين النفاق، وليس خطاباً يُلقى على أسماع العابرين بحثاً عن التصفيق الرخيص. الولاء دمٌ يجري في العروق، شرفٌ يُحْمَل في القلوب، عهدٌ يُوثَّق بالعمل لا بالهتافات الجوفاء. فأين الوطن من أولئك الذين باعوه في سوق المصالح بثمنٍ بخس؟ أين الانتماء من الذين حوَّلوا الوطنية إلى قناعٍ يتبدل كلما تبدلت الرياح؟

يا عبيد المناصب ومُرتزقة الولاء، الوطن لا يُشرى بدرهمٍ ولا يُباع بمناصب زائلة، ولا يُستبدل بأوهامٍ من ذهبٍ زائف. فمن باع وطنه في سوق النفاق، فلا وطن له، ومن استبدل شرفه بصفقةٍ خاسرة، فالتاريخ له بالمرصاد.

الولاء الحقيقي للوطن ليس طأطأةَ رأسٍ أمام أصحاب النفوذ، بل رفعُ الرأس بشموخٍ أمام التحديات. إنه عملٌ يُشيد الأوطان، لا كلماتٍ خاوية تُضخّم الألقاب وتُبرّر الفساد. إنه إيمانٌ بالحق، لا تزلّفٌ للسادة. إنه صوتُ الحق الذي يعلو فوق كل الخونة والمتخاذلين، فوق كل جبانٍ استبدل مجده بالذل، وفوق كل منافقٍ باع روحه بثمنٍ رخيص.

أيها المتملقون، إن كان ولاؤكم للوطن مرهوناً بالمناصب، فإلى مزبلة التاريخ، حيث لا يُذكر إلا الخونة، حيث ينام الفاسدون في ظلال العار، وحيث لا يبقى في صفحات الشرف إلا من حملوا الوطن في قلوبهم لا في جيوبهم.

أما الشرفاء، فهم أولئك الذين يعرفون أن الوطن ليس سجادةً تُفرش تحت أقدام المسؤولين، بل هو أرضٌ لا تنبت إلا لمن غرس فيها إخلاصه وعرقه ودمه. فكونوا رجالاً بحجم الأوطان، أو تنحّوا عن دربها، فإنها لا تحتاج إلى عبيدٍ جدد، بل إلى أحرارٍ يعرفون أن الولاء ليس تذكرةً للثراء، بل عهدٌ لا ينكسر ولا يُباع!

    

أخبار ذات صلة

0 تعليق