يتساءل الكثير عن هل يجوز الصيام بدون سحور، حيث وضح ابن باز في حكمة بإنه لا حرج في الصيام بدون سحور، ولكنه يعد من ترك السنة، فالسنة أن يتسحر المسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور".

كما جاء في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي كان يتسحر فالسنة أن يتسحر المسلم بما تيسر من تمر، أو طعام، أو فاكهة، أو يتسحر بما تيسر، وهذه هي السنة والتي ستعين بذلك على الصيام، فمن صام ولم يتسحر فلا حرج في صومه، حيث واصل النبي بجماعة من الصحابة يومين من غير سحور. [1]

هل يجوز الصيام بدون أكل

في حال كان الصيام تطوعاً، أو الصيام في رمضان، أو غيره في القضاء، أو النذور، فإنه يجوز الصيام إذا كان ناسياً، أو شرب ناسياً فصومه صحيح ولا فطر عليه، ولو جامع ناسياً أهله فإن صومه صحيح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما سئل عن ذلك قال "من نسي وهو صائم فأكل، أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه".

وقال الله تعالى في سورة البقرة "رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا"، فقد ثبت عن رسول الله أن جل وعلا قال: نعم، يعني عفا عنهم إذا فعلوا شيئاً نسياناً، أو خطأً.[2]

هل يجوز الصوم بدون نية

جاء في حكم ابن باز بإن الصيام الفرص لا يصح إلا بتبيت النية من الليل، لأن جميع النهار يجب صومه في الفرض، ولا بد أن تتقدم النية في الصيام كسائرالعبادات، أما صيام التطوع فقد اختلف أهل العلم على قولين:

فالقول الأول : قول أهل الجمهور وهو عدم اشتراط ذلك، وإنما اشترطوا أن لا يكون قد حصل مناف للصوم من طلوع الفجر إلى وقت إنشاء نية الصوم، حيث استدل هؤلاء بحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم والسنن، حيث قالت "دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا لا، قال: فإني إذن صائم، ثم أتانا يوماً آخر فقلنا يا رسول الله: أهدي لنا حيس، فقال "أرينيه فلقد أصبحت صائماً" فأكل.

أما القول الثاني: يشترط فيه العلماء تبييت النية في الفرض والنقل على حد السوء، وهو قول المالكية، ومروي عن بعض السلف، ودليلهم بذلك، ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحة، وأصحاب السنن عن أم المؤمنين حفصة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له، وفي رواية من لم يبييت الصيام. [3]

هل يجوز الصيام بدون صلاة

جاء في حكم ابن باز، بإنه لا يقبل الصيام بدون صلاة لإنه كافر، حيث تبطل أعماله كما قال تعالى "وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة"، وقال عليه الصلاة والسلام " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر".

وقال عليه الصلاة والسلام في حديثة "رأس الأمر الإسلام وعمودة الصلاة"، وكان الصحابة لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة، تركها كفر أكبر، وهذا هو الصواب لقول العلماء، وقال بعض العلم أهل العلم " لا يكفر بذلك إلا إذا جحد وجوبها، لكن يكون كفراً أصغر لا كفراً أكبر، إذا تركها بدون جحد، والصواب أنه كفر أكبر لظاهر قول النبي "بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. [4]

سامر الشهراني هو محرر إخباري متميز، متخصص في تغطية الأخبار في الوطن العربي والخليج. يتمتع بخبرة واسعة في الصحافة، ويتميز بدقته وموضوعيته في تقديم المعلومات وتحليل الأحداث.