أعلن الفاتيكان رسميًا إصابة البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عامًا، بـالتهاب رئوي ثنائي، مما يعني إصابة كلتا رئتيه بالعدوى. وجاء هذا الإعلان بعد أن نُقل البابا إلى مستشفى جيميلي في روما لإجراء فحوصات طبية، حيث أظهرت الأشعة المقطعية علامات مقلقة لالتهاب في الرئتين، الأمر الذي دفع الأطباء إلى بدء علاجات مكثفة لمنع تفاقم حالته.

ووفقًا لبيان الفاتيكان، فإن البابا يعاني من عدوى تنفسية متعددة الميكروبات، مما يجعل علاجه أكثر تعقيدًا، حيث يتلقى حاليًا مزيجًا من المضادات الحيوية القوية والكورتيكوستيرويدات للمساعدة في تقليل الالتهاب وتحسين وظائف الرئة.

ما هو الالتهاب الرئوي الثنائي ولماذا يشكل خطراً كبيرًا؟

يُعرف الالتهاب الرئوي الثنائي بأنه التهاب يصيب كلتا الرئتين، مما يؤدي إلى امتلاء الأكياس الهوائية بالسوائل أو الصديد، مما يسبب صعوبة في التنفس، السعال الشديد، الحمى، والقشعريرة. ويعتبر من أكثر الأمراض خطورة على كبار السن، خاصة إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية سابقة في الجهاز التنفسي.

ووفقًا لدراسات طبية، فإن كبار السن الذين يعانون من التهابات رئوية متكررة أو أمراض مزمنة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن يكونون أكثر عرضة لمضاعفات قاتلة. ونظرًا لأن البابا فرنسيس لديه تاريخ طبي حافل بمشاكل الجهاز التنفسي، فإنه يعتبر من الفئات الأكثر تعرضًا للخطر.
 

البابا فرنسيس وتاريخه المرضي في الجهاز التنفسي

البابا فرنسيس ليس غريبًا عن التحديات الصحية، حيث خضع في شبابه لجراحة أدت إلى استئصال جزء من إحدى رئتيه بسبب التهاب الجنبة، وهو التهاب يصيب الغشاء المحيط بالرئتين.

هذا الأمر جعل جهازه التنفسي أكثر ضعفًا وعرضة للعدوى، مما يفسر تعرضه لنوبات متكررة من التهابات الجهاز التنفسي خلال السنوات الأخيرة. ففي فبراير 2025، نُقل البابا إلى المستشفى بعد إصابته بالتهاب الشعب الهوائية، مما اضطره إلى إلغاء عدد من المناسبات والأنشطة العامة.

التهاب رئوي عالمي.. أرقام صادمة عن المرض القاتل

 تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الالتهاب الرئوي كان خامس أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة عالميًا عام 2021.

 تسبب المرض في 344 مليون حالة إصابة و2.1 مليون وفاة، من بينها 502 ألف حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة.

 يعد كبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.

هل تؤثر هذه الأزمة الصحية على مستقبل البابا؟

مع تفاقم الحالة الصحية للبابا فرنسيس، بدأ المحللون في الفاتيكان يتساءلون عن مدى قدرته على الاستمرار في أداء واجباته البابوية.

البابا فرنسيس كان قد صرح سابقًا بأنه قد يفكر في الاستقالة إذا شعر بعدم القدرة على أداء مهامه، وهو ما فعله سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر الذي أصبح أول بابا في التاريخ الحديث يستقيل بسبب تقدمه في العمر.

ورغم تأكيد الفاتيكان أن البابا لا يزال يتابع بعض أعماله من المستشفى، إلا أن هذه الأزمة تثير تساؤلات حول ما إذا كان سيقرر التنحي خلال الأشهر القادمة، خاصة مع استمرار المشاكل الصحية التي يعاني منها.