أرض المملكة

بداية المجد ومسيرة الوطن التي لا تنتهي” بقلم: روان الوذيناني - أرض المملكة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بداية المجد ومسيرة الوطن التي لا تنتهي” بقلم: روان الوذيناني - أرض المملكة, اليوم الخميس 20 فبراير 2025 12:27 صباحاً

يُعد يوم التأسيس السعودي حدثًا وطنيًا خالدًا يجسّد بداية مسيرة دولةٍ عظيمة، تأسست على أسسٍ متينةٍ من الوحدة والعزيمة والإيمان.

ففي الثاني والعشرين من فبراير من كل عام، يحتفي السعوديون بهذه الذكرى العظيمة، التي تعود إلى عام 1139هـ (1727م)، حين أرسى الإمام محمد بن سعود—رحمه الله—لبنات الدولة السعودية الأولى، منطلقًا من الدرعية، ليؤسس كيانًا موحدًا يقوم على العدالة والقوة والاستقرار.

البداية: الدرعية منطلق المجد

لم تكن الدرعية مجرد مدينةٍ صغيرةٍ على ضفاف وادي حنيفة، بل كانت مهدَ التأسيس، حيث اتخذها الإمام محمد بن سعود قاعدةً لبناء دولته. ومنذ ذلك الحين، بدأت مرحلةٌ جديدةٌ من التاريخ العربي.

حيث قامت الدولة السعودية الأولى على أسسٍ قوية، مستندةً إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي، ومؤسسةً لحكمٍ رشيدٍ استمر لعقود، حتى امتدت حدود الدولة لتشمل أجزاءً واسعةً من شبه الجزيرة العربية.

قيم التأسيس: الوحدة والعدل والاستقرار

تميز يوم التأسيس بأنه لم يكن مجرد إعلانٍ لدولة، بل كان انطلاقةً لمشروعٍ حضاريٍّ متكاملٍ، حيث سعى الإمام محمد بن سعود إلى بناء مجتمعٍ مستقرٍّ قائمٍ على العدل والتعاون. وكان تركيزه على تحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز التجارة والزراعة، مما أسهم في ازدهار البلاد، وترسيخ مكانتها السياسية والاقتصادية في المنطقة.

التأسيس والهوية الوطنية

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى تُستعاد، بل هو امتدادٌ لهويتنا الوطنية، وتأكيدٌ على أن هذا الوطن قام على أسسٍ صلبة، لا تهتزُّ بالمتغيرات. إنه يومٌ يعكس العمقَ التاريخي للمملكة العربية السعودية، ويؤكد أن جذورها تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، مما يعزز الشعور بالانتماء والاعتزاز بهذا الإرث العريق.

الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني

يخلط البعض بين يوم التأسيس واليوم الوطني، إلا أن لكلٍّ منهما دلالته التاريخية الخاصة. يوم التأسيس (22 فبراير) يُمثل البداية الفعلية للدولة السعودية الأولى، بينما اليوم الوطني (23 سبتمبر) يرمز إلى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود—رحمه الله—عام 1932م. وكلاهما مناسبتان وطنيتان تُجسدان مسيرة البناء والإنجاز.

احتفالات يوم التأسيس: استذكارٌ للماضي ورؤيةٌ للمستقبل

تُقام في هذا اليوم احتفالاتٌ تعكس التراث السعودي الأصيل، وتشمل فعالياتٍ ثقافية، وعروضًا فنيةً وتاريخية، تحاكي رحلة الأجداد في بناء الدولة. وتُسلط الأضواء على العادات والتقاليد التي سادت في ذلك العصر، مثل الملابس التراثية، والصناعات اليدوية، والشعر الشعبي، لتُرسّخ الارتباط بالماضي المجيد، وتُعزز الفخر بالهوية الوطنية.

ختامًا.. إرثٌ خالدٌ ومسيرةٌ مستمرة

يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو محطةٌ ملهمةٌ تُذكّرنا بأن بناء الأوطان يتطلب العزم والصبر والإخلاص. وكما بدأ الإمام محمد بن سعود مسيرةً عظيمةً قبل ثلاثة قرون، فإن الأجيال الحالية تواصل حمل الراية، وتسير بخطى ثابتةٍ نحو مستقبلٍ أكثر ازدهارًا. فليدم هذا الوطن شامخًا، وليحفظ الله أرضه وقيادته وشعبه، ولتبقَ راية المجد خفّاقةً على مر العصور.

 

أخبار متعلقة :