نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي في اتصال نادر..هل نشهد تغييرًا في المشهد السياسي؟ - أرض المملكة, اليوم السبت 15 فبراير 2025 09:51 مساءً
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، وذلك بمبادرة من الولايات المتحدة. هذا الاتصال المفاجئ يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن توترًا غير مسبوق، بسبب الملفات الشائكة التي تتصدر المشهد العالمي، بدءًا من الحرب في أوكرانيا، مرورًا بالتصعيد في الشرق الأوسط، وصولًا إلى سباق التسلح المتجدد بين القوتين العظميين.
ملفات شائكة على طاولة الحوار
المصادر الدبلوماسية لم تكشف تفاصيل دقيقة عن مضمون الاتصال، لكن توقيته يحمل دلالات هامة، خصوصًا أنه يأتي بعد أيام من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حيث احتلت قضية غزة وملف تهجير سكانها أولوية النقاشات. الملف الفلسطيني أصبح أكثر تعقيدًا بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ترامب، والتي تحدث فيها عن ضرورة إيجاد أراضٍ بديلة للفلسطينيين في الأردن ومصر، وهو ما قوبل برفض عربي قاطع.
وفيما تحاول واشنطن الضغط على الدول العربية لتبني خطتها بشأن غزة، يرى محللون أن الاتصال مع لافروف قد يكون محاولة أمريكية لاستكشاف موقف موسكو من القضية الفلسطينية. روسيا عززت مؤخرًا علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية، وأكدت دعمها لحل الدولتين، مما يجعلها لاعبًا محوريًا في أي مفاوضات مستقبلية حول غزة.
واشنطن تبحث عن دعم موسكو في ملف غزة؟
يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تأمين موقف روسي لا يتعارض مع خطتها بشأن غزة، خاصة أن روسيا تملك علاقات جيدة مع الفصائل الفلسطينية، وقد سبق أن استضافت وفودًا من حماس والجهاد الإسلامي في موسكو. في المقابل، تدرك موسكو أن أي اتفاق حول غزة دون إشراك الفلسطينيين أنفسهم، وبدون ضمانات دولية، سيكون محكومًا عليه بالفشل. الموقف الروسي في هذا الملف يرتكز على رؤية تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهي رؤية تتعارض بشكل واضح مع طرح ترامب الذي يسعى إلى تهجير الفلسطينيين وإعادة توزيعهم في دول أخرى.
أوكرانيا.. الملف الأكثر تعقيدًا في العلاقة بين موسكو وواشنطن
لم يكن من الممكن أن يجري هذا الاتصال دون أن يكون الملف الأوكراني حاضرًا على الطاولة. الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين جعلت العلاقات بين موسكو وواشنطن في أسوأ حالاتها، خصوصًا بعد العقوبات الغربية المشددة على روسيا والدعم العسكري الأمريكي المتواصل لأوكرانيا. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان قد أجرى اتصالًا مع ترامب قبل أيام، أكد فيه رغبته في تحقيق السلام، لكن أي مفاوضات محتملة لإنهاء الحرب ستكون مرهونة بموافقة روسيا والولايات المتحدة على معايير واضحة لإنهاء النزاع.
ورغم أن الموقف الرسمي الأمريكي لا يزال داعمًا لأوكرانيا، فإن هناك انقسامات داخل واشنطن بشأن جدوى الاستمرار في تمويل الحرب، خاصة مع تصاعد الخلافات داخل الكونغرس حول المساعدات العسكرية لكييف. بعض المحللين يرون أن واشنطن قد تكون بدأت تفكر في حلول بديلة لإنهاء الحرب، وهو ما يفسر اتصالها بموسكو في هذا التوقيت الحساس.
أخبار متعلقة :