نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مضطرب بسبب غزة.. تحقيقات إسرائيلية تكشف رغبة غريبة لدى جندي حاول إنهاء حياته - أرض المملكة, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 03:51 صباحاً
تسببت الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في تداعيات نفسية خطيرة، على جنوده المشاركين في العمليات العسكرية.
ووفقًا للمؤسسات الصحية الإسرائيلية، تصاعدت حالات الاكتئاب والانتحار في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة، وسط تقارير تؤكد انتشار القلق والتوتر النفسي بين المواطنين الإسرائيليين على نطاق واسع.
جندي إسرائيلي يحاول الانتحار بطريقة صادمة
كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية، يوم الأربعاء، عن حادثة غير عادية لمحاولة انتحار أحد الجنود الإسرائيليين، الذي يعاني من صدمة نفسية شديدة نتيجة خدمته في غزة، وفقًا لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
وقرر الجندي اختيار طريقة غريبة لإنهاء حياته، إذ توجه إلى الحدود مع قطاع غزة وتظاهر بأنه فلسطيني مسلح يحاول تنفيذ هجوم، مرددًا هتافات باللغة العربية وملوحًا بقنبلة وهمية.
هذا الفعل جعل الجنود يعتقدون أنه أحد أفراد المقاومة الفلسطينية، فقام أحد زملائه بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، وعند اقتراب الجنود منه، تبين أنه جندي إسرائيلي سابق خدم في غزة، وكان يعاني من اكتئاب حاد واضطراب نفسي.
وأظهرت التحقيقات أنه كان يريد أن يُقتل على يد زملائه، لكن الجندي الذي أطلق النار قرر إصابته فقط، بعد أن لاحظ تصرفاته الغريبة، ولهجته العربية غير سليمة.
وجرى نقل الجندي المصاب إلى المستشفى، حيث خضع للعلاج الجسدي ثم أُحيل إلى رعاية نفسية متخصصة.
وقعت الحادثة الأسبوع الماضي، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تأخرت في الكشف عنها حتى يوم الأربعاء، وأظهرت التحقيقات أن الجندي كان يعاني من أزمة نفسية حادة، وأراد أن يُقتل برصاص رفاقه في الجيش، لذلك لجأ إلى خداعهم والتظاهر بأنه مهاجم فلسطيني.
الحادثة وقعت قرب الحدود التي تخضع لحراسة فرقة «نيتساح يهودا»، وهي وحدة عسكرية مكونة من جنود متدينين، تلقوا أوامر بإطلاق النار القاتلة على أي شخص يقترب من الحدود.
الأمراض النفسية تجتاح جنود الاحتلال
وأفادت تقارير إسرائيلية بأنّ تكشف هذه الحادثة عن حالة اليأس والاضطراب النفسي العميقة التي يعاني منها الجنود الإسرائيليون، خاصة أولئك الذين شاركوا في المعارك في غزة، حيث يفضل بعضهم الموت على الاستمرار في معاناتهم النفسية.
وتشير التقارير الرسمية إلى أن معدلات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين وصلت إلى مستويات تاريخية بسبب الحرب، إذ سُجّلت 38 حالة انتحار منذ بدء الحرب على غزة، من بينهم 16 جنديًا من قوات الاحتياط، وهي أعلى حصيلة منذ عقود.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية، أنه بعد إطلاق خط ساخن للدعم النفسي يعمل على مدار الساعة، تلقت أكثر من 3900 مكالمة منذ أكتوبر 2023، وتم استدعاء أكثر من 800 ضابط احتياط للصحة العقلية لتقديم الدعم النفسي للجنود.
ومع ذلك، يرى خبراء أن هذه الجهود غير كافية، نظرًا لتزايد أعداد الجنود الذين يعانون من اكتئاب حاد واضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD).
الآثار النفسية للحرب على المجتمع الإسرائيلي
ولا تقتصر التداعيات النفسية للحرب على الجنود فقط، بل امتدت إلى المجتمع الإسرائيلي بأكمله، إذ كشف معهد روفين، المتخصص في دراسة آثار الحرب، عن نتائج بحث تشير إلى انتشار القلق والاكتئاب بين الإسرائيليين.
وتوصلت الدراسة إلى أن 82% من الإسرائيليين قلقون بشدة على مستقبل دولتهم، بينما 50% يعانون من اضطرابات النوم، ويجدون صعوبة في النوم بشكل منتظم، و27% يعانون من فقدان الأمل والتفكير السلبي المستمر.
وأضافت أن 29% من الإسرائيليين يعانون من الاكتئاب بدرجات متفاوتة، و23% يعانون من نوبات قلق وخوف شديد، و60% يجدون صعوبة في التركيز في أعمالهم اليومية، و60% يشعرون بتراجع مستوى الأمان الشخصي، و35% يعانون من مشاكل في التنفس بسبب التوتر، و15% يعانون من الدوار، و55% يشتكون من زيادة حالات الصداع، و59% فقدوا الإحساس بالهدوء النفسي.
ويقول البروفسور يوسي ليفي بيلز، رئيس معهد روفين إنه على الرغم من أن معدلات القلق والاكتئاب انخفضت مقارنة بالأيام الأولى للحرب، إلا أنها لا تزال عند مستويات خطيرة ومقلقة للغاية.
وأضاف إن إسرائيل بحاجة إلى تعزيز برامج الدعم النفسي بشكل أكبر، لأن الأزمة النفسية قد تؤدي إلى تأثيرات كارثية على المدى الطويل.
أخبار متعلقة :