نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«فلسطين أرض عليها شعب.. ليست لشعب بلا أرض» - أرض المملكة, اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 11:28 مساءً
وقد صيغت الخطة الإستراتيجية «انفصال تام: إستراتيجية جديدة لتأمين الكيان القومي» (A clean break: a new strategy for securing the realm)، عام 1996، انطلاقاً من ذلك الشعار، وكمسار لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى. وتولى إعدادها مركز الفكر الإسرائيلي «معهد الدراسات الإستراتيجية والسياسية المتقدمة (IASPS)»، الذي أسّسه روبرت لوينبيرغ 1984 بواشنطن دي سي. وضمت المجموعة المشاركة بالإعداد كلاً من: ريتشارد بيرل (مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق)، ودوجلاس فيث (وكيل وزير الدفاع الأمريكي للسياسات سابقاً)، ودافيد وورمسر (مستشار نائب الرئيس الأمريكي السابق تشيني) وزوجته ميراف وورمسر، وروبرت لوينبيرغ وآخرين. وجميعهم يهود صهاينة يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، وكانوا مؤثرين خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق بوش وروّجوا بقوة لمفهوم «الشرق الأوسط الجديد».
وأشارت الخطة إلى أن الحكومات الإسرائيلية السابقة استجابت لمبدأ الأرض مقابل السلام، وهذا ما وضع إسرائيل في موقف التراجع. لذلك يتوجب عليها تبني نهج جديد يستند لمبدأ السلام مقابل السلام، باستخدام القوة والاعتماد على الذات، واحتواء وزعزعة استقرار الدول التي تشكّل تهديدًا لكيانها. وأكدت على أن الصراع العربي الإسرائيلي لا يحل بسلام شامل مع العالم العربي بأكمله، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، ولكن بإجبار العرب بالقوة على قبول كل ما استولت عليه إسرائيل.
وعمل المجرم نتنياهو منذ 1996 على تنفيذ تلك الخطة، مستغلاً نفوذ إسرائيل وتأثيرها القوي في توجيه دفة الإدارة الأمريكية وفقاً لما يعظم مصالحها. فبمقتضاها، وبدعم أعوان الصهاينة في الخارج وداخل الشرق الأوسط، دُمر العراق وزُعزع الأمن والاستقرار وأُطيح بالأنظمة في سوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان وتونس والصومال، وخُلقت خلايا ساهمت بتناحر الفصائل الفلسطينية، وشُنت حرب إبادة على الفلسطينيين بغزة، واُُعلن ضم الجولان والدولة القومية اليهودية على أرض فلسطين.
وانطلاقاً من المبادئ الأساسية لتلك الخطة الإستراتيجية والأوهام الخيالية لبناء ما يسمى إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر، امتنع الصهاينة المتطرفون في إسرائيل وأمريكا، قبول منهج السلام «من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة»، كما أفاد البيان السعودي.
وتصريحات نتنياهو وترمب الجنونية مؤخراً عن تهجير الفلسطينيين، تنسجم مع الخطة الصهيونية، ومناورة لإجبار العرب على تحمّل تكاليف إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في غزة. ولكن عليهما أن يدركا -كما أفادت الأستاذة روزان ماكمانوس بمقالها «حدود نظرية الرجل المجنون» المنشور في مجلة (فورين أفيرز) 24 يناير 2025- «أن الدراسات تشير إلى أنه من الصعب للغاية استخدام النظرية بنجاح. وفي الواقع نادراً ما تؤتي سمعة الجنون ثمارها على المستوى الدولي. فالزعماء ورؤساء الدول المعاصرون الذين يحاولون أن يبدو مجانين غالباً ما يفشلون في إقناع خصومهم. أما الذين ينجحون، فيجدون أن هذه السمعة تقنع خصومهم بأنهم غير جديرين بالثقة في الحفاظ على السلام».
وعلى نتنياهو وترمب استيعاب أن العالم يرفض وبشدة مبدأ الغاب «القوي دوماً على حق»، الذي استخدمته القوى الاستعمارية في القرن السادس عشر للسيطرة والهيمنة والتطهير العرقي للشعوب، وأن العلاقات الدولية لا تدار بعقلية المطورين العقاريين. فأرض فلسطين عاش ويعيش عليها المواطنون الفلسطينيون المسلمون والمسيحيون واليهود منذ آلاف السنين، وليست أرضاً بواراً ليجتمع فيها شتات اليهود الأشكناز، أو للاستثمار وبناء أبراج ومنتجعات وكازينوهات وملاعب غولف عليها.
وعلى الإدارة الأمريكية أن تستوعب أنها إذا ما رغبت حقاً بالمحافظة على الريادة الدولية لوطنها أن ترسم سياساتها لخدمة أهداف ومصالح «أمريكا أولاً»، كما روّجت، وليس «إسرائيل أولاً».
وعلى كافة الفصائل الفلسطينية إدراك أبعاد المخططات الصهيونية، وكيدها الماكر لتحقيق غاياتها وأطماعها التوسعية، بتوحيد مواقفهم والابتعاد عن التناحر في ما بينهم، وعدم تمكين الحاقدين للتكسب بالقضية الفلسطينية وتحويرها إلى قضية بيع وتهجير.
وعلى الدول والمنظمات العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، حشد الدعم للصمود الفلسطيني، والعمل الدؤوب على ترسيخ مبدأ «فلسطين أرض عليها شعب، ليست لشعب بلا أرض»، قولاً وفعلاً.
والمملكة العربية السعودية برهنت على الدوام صدقية وجدية مساعيها نحو ترسيخ ذلك المبدأ. ويدل عليه مواقفها الثابتة، منذ أكثر من 77 عاماً، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني. ومن يغفل أو يجهل، عليه النظر في ما ورد بخطاب المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، 20 فبراير 1948، رداً على خطاب الرئيس الأمريكي هاري ترومان آنذاك، الذي نص على أنه لن يناصر باطل الصهيونيين على حق قومه. ومواقف الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله. وأخيراً بيان وزارة الخارجية السعودية الصادر في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، 9 فبراير 2025، الذي أكد على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين إليها يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
خاتمة: من أقوال الشاعر سعد بن جدلان:
علم اللي كل يومٍ يقابلنا بثوب
ما يخدرنا كلامه مع من خدّره
التجارب عرفتنا الصدوق من الكذوب
والجبل لا سال نبته يجي بمغدّره
الأصايل كل يوم تلافح بالكعوب
والردي لا عيّن اللي يهينه قدّره
المقبّل تنفتح له دواليب القلوب
والمقفّي قلعة الوادرين اتودّره
أخبار متعلقة :