أرض المملكة

حقيقة تصريحات الملك.. لماذا تسعى وسائل اعلام عربية لتشويه الموقف الرسمي الاردني؟! - أرض المملكة

جو 24 :

كتب محرر الشؤون المحلية - في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ الأمة العربية، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يترقّب نتائج لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي ، باعتباره أول زعيم عربي يلتقي ترامب الذي اخذ على عاتقه تنفيذ مشروع تهجير سكان قطاع غزة ،  اختارت وسائل إعلام عربية وعالمية، وعلى نحو غير  مبرر او مفهوم  ، اجتزاء عبارات من تصريحات الملك  وربطها بموقف ترامب واخراجها من سياقاتها الموضوعية ..

الملك اثناء لقائه بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، قال، وهنا  نترجم حرفيا : "حسنا ، السيد الرئيس، أنا أعتقد أنه علينا أن نضع في تصوّرنا أن هناك خطة من مصر والدول العربية، و قد تم دعوتنا من قبل محمد بن سلمان لمناقشة هذه الخطة في الرياض، أنا أعتقد أن النقطة هي كيف سنجعل هذا يتمّ بطريقة تكون جيّدة لكلّ الأطراف، الواضح أننا يجب أن ننظر إلى المصلحة الأفضل للولايات المتحدة ولشعوب المنطقة، و تحديدا شعبي الأردني".هذا بالضبط ما قيل ،ولا مجال هنا لتحميل النص معان وابعاد ودلالات اخرى . (مرفق النص باللغة الانجليزية والتسجيل الفيديوي) 

العبارة التي تضمنها كلام الملك :" أنا أعتقد أن النقطة هي كيف سنجعل هذا يتمّ بطريقة تكون جيّدة لكلّ الأطراف " ، جاءت في معرض تعقيبه وبذات المداخلة على "الخطة العربية لإعادة إعمار غزة دون ترحيل أهلها"، لكن وسائل إعلام مثل "رويترز وقناة الجزيرة"، قامت باجتزاء هذه العبارة  ، على غرار "ولا تقربوا الصلاة"، بل ونشرتها على أنها جاءت ضمن ردّ الملك على مقترح ترامب"استقبال الاردن للفلسطينيين على أرضه ". مغالطة مهنية تأبى هذه المؤسسات الصحفية حتى الان تصحيحها رغم صدور موقف رسمي واضح يبدد هذه المزاعم والتأويلات !!!

الموقف الرسمي الأردني الذي عبّر عنه الملك مرارا وتكرارا قبل لقائه ترامب كان واضحا، وهو ذات الموقف الذي جاء في تصريحات الملك اثناء اللقاء الصحفي الذي جمعه بترامب  ،ان ما قاله الملك في اللقاء لا يحتمل اجتهادات و تقولات تفيد بنقيض الموقف ، حتى أن الصحفيين في ذات اللقاء سألوا ترامب بعبارة أن "الملك يعارض مقترح التهجير"، كما لم يُبدِ الملك أي ردّ فعل أو إشارة على أنه يمكن أن يتعاطى مع فكرة ترامب أو يتقبلها، بل إن الملك وبعد اللقاء مباشرة قام بنشر سلسلة تغريدات عبر صفحته الشخصية على موقع "X" أكد فيها على الموقف الأردني الرافض للتهجير. لماذا يجري التعامي عن كل ما نشر  وينشر من تأكيدات للموقف الرسمي  الرافض للتهجير من قبل الملك ووزير الخارجية الاردني  ايمن الصفدي ،ويجري التعلق بعبارة واحدة تم  اجتزاؤها وتوظيفها لشيطنة الموقف الرسمي الاردني ؟ ثم لصالح من يجري تزييف وتشويه هذا الموقف الثابت  ؟ الجواب على هذا السؤال  : ان المستفيد الوحيد من هذه الحملة المحمومة التي تقوم بها وسائل اعلام عربية هو الكيان الصهيوني المحتل ومشروعه التوسعي ..

اللافت أن  كبريات وسائل الاعلام الغربية التقطت موقف الملك  الرافض للتهجير وعبرت عنه في تغطياتها،  ، ومن يتابع نيويورك تايمز والغارديان -على سبيل المثال لا الحصر- يقرأ ذلك بوضوح، ويعلم أن اللقاء الصحفي الذي  جمع الملك بترامب  لم يتضمن ما يفيد بقبوله بالتهجير لا من قريب ولا من بعيد ، فكيف فهمت "رويترز والجزيرة وغيرها " أن الملك قبل بالتهجير ؟!!!

ان الانتشار الكبير الذي تحظى به وسائل اعلام عربية كالجزيرة وعربي بوست وعربي ٢١ ورصد مثلا ، يضعها جميعا امام مسؤولية كبيرة ، فلا مجال للخطأ ، واي ترجمة او تغطية غير دقيقة لواقعة او تصريحات ،يمكن ان يضلل الناس ويشكل رأيا عاما مبنيا على مغالطات وافتراءات ، وفي هذه الحالة نقع في محذور تشكُل انطباعات لا يمكن تصويبها مهما قدمنا من حقائق وقرائن تدحضها فيما بعد ..  ليس مقبولا ان يقال ان هذه الوسائل نقلت عن رويترز ، ونحن نعرف ان رويترز وغيرها من وكالات الانباء الغربية  قد فقدت مصداقيتها تماما ، وفي ادبيات العمل الصحفي الجميع يعرف ان ناقل الكفر كافر ، ونقل الاكاذيب عن وسائل اعلام اخرى لا يعفي الجزيرة واخواتها من المسؤولية ابدا ، وليس اقل من التصويب والاعتذار عن الخطأ  .. فحماس تثمن الموقف الاردني لماذا لا تثمنوه انتم ؟!!!

* تفريغ النصّ باللغة الانجليزية والفيديو باللغة الانجليزية أسفل المساحة الإعلانية..

أخبار متعلقة :