نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحكم في أفكارك! - أرض المملكة, اليوم الأحد 19 يناير 2025 11:38 صباحاً
التحديات التي تواجه الإنسان ليست نهاية الطريق، بل هي اختبارات تُظهر مدى صلابته ومرونته العقلية. في قلب هذه المواجهات تكمن أهمية التحكم في الأفكار، إذ إن العقل البشري لا يهدأ، فهو مسرح دائم النشاط تتصارع فيه الأفكار الإيجابية والسلبية. وإذا لم يتمكن الإنسان من السيطرة على هذا الصراع الداخلي، فقد يجد نفسه غارقًا في مشاعر الإحباط واليأس بدلًا من السعي نحو النجاح والإنجاز!
العقل ليس عدوًا لنا، بل هو أداة قوية تحتاج إلى تدريب مستمر. عندما نسمح للتفكير السلبي بالسيطرة، يتحول العقل إلى سجن داخلي يحاصرنا بالأوهام والمخاوف. ولكن إذا أعدنا برمجة أنفسنا على التفكير الإيجابي، فإننا نفتح الأبواب أمام قدراتنا ونبني حياة أفضل. من بين الوسائل التي تساعد في ذلك برمجة اللغة العصبية (NLP)، وهي تقنية تركز على فهم العلاقة بين اللغة والأفكار والعواطف، وتهدف إلى تمكين الأفراد من تجاوز تحدياتهم والتحكم في أفكارهم لتحقيق أهدافهم من خلال أدوات عملية فعالة.
لبدء رحلة التحكم في أفكارك، عليك أولًا فهم طبيعة هذه الأفكار وتحليلها. اسأل نفسك: لماذا أفكر بهذه الطريقة؟ وهل هذا التفكير يخدمني أم يعيقني؟ استبدل العبارات السلبية بأخرى إيجابية. على سبيل المثال، بدلاً من قول: “لن أستطيع”، قل: “سأتعلم كيف أستطيع”. كما أن تصور النجاح أداة فعالة لتغيير المسار الذهني؛ تخيل نفسك تحقق أهدافك، واستشعر الثقة التي يمنحك إياها هذا النجاح المتخيل. كرر عبارات تحفيزية مثل: “أنا أستطيع”، “أنا واثق”، “أنا أستحق الأفضل”. هذه التمارين تُعيد توجيه العقل نحو التركيز على الإنجاز بدلًا من الوقوف أمام التحديات.
إذا وجدت نفسك عالقًا في فكرة سلبية، قم بتغيير نشاطك؛ مارس رياضة، اكتب أفكارك على ورقة، أو تحدث مع شخص تثق به. هذا التغيير الفوري يساعد على إعادة توجيه تركيزك وكسر دائرة التفكير السلبي.
من بين الأسماء السعودية البارزة التي حولت التحديات إلى نجاحات، يبرز المستشار محمد ضاحي الخالدي نموذجًا يُحتذى به في القيادة وتطوير الذات. وُلد في المنطقة الشرقية بمحافظة قرية العليا، وأكمل تعليمه الثانوي هناك. بدأ حياته المهنية بوظائف متواضعة، منها موظف استقبال في مستشفى سعد التخصصي، ثم سكرتير إداري. لكنه لم يتوقف عند ذلك، بل اجتهد في تطوير نفسه أكاديميًا، فحصل على بكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف، وشهادات عليا في الموارد البشرية وإدارة المشاريع. كما أتم العديد من الدبلومات المتقدمة في العلاج النفسي وإعداد المدربين، بالإضافة إلى حصوله على رخصة مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني!
حقق المستشار محمد الخالدي على مدى مسيرته المهنية إنجازات مميزة، من أبرزها تدريب أكثر من 100,000 متدرب ومتدربة حول العالم، وتقديم استشارات متخصصة في القيادة وتطوير المهارات. كما قام بتدريب معلمين ومعلمات في الإمارات العربية المتحدة على التأثير الفعّال، وأسّس شركة النخبة الاستشارية لتطوير الأفراد والمؤسسات.
الأفكار ليست مجرد انعكاس لما يدور في أذهاننا، بل هي محرك رئيسي يؤثر في قراراتنا وصحتنا النفسية والجسدية. التفكير السلبي المستمر يؤدي إلى التوتر والإرهاق وفقدان الثقة بالنفس، بينما التحكم في الأفكار يمنحنا القوة لتجاوز العقبات، ويعزز الطاقة الإيجابية، ويحيل التحديات إلى فرص للتعلم والنمو.
حدد أهدافك وضع خطة واضحة لما تريد تحقيقه، وركز على الأهداف القابلة للتحقيق. استثمر في نفسك وطور مهاراتك من خلال التعلم المستمر، وكن مستعدًا لتغيير أنماط تفكيرك إذا لزم الأمر. أحط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك ويدفعونك إلى الأمام. تذكر أن النجاح ليس محطة نهائية، بل هو عملية مستمرة تتطلب صبرًا وعزيمة.
المستشار الأستاذ محمد الخالدي مثال حي على أن النجاح يبدأ من الداخل، من طريقة تفكيرنا بأنفسنا وفي الحياة. التحديات جزء من مسيرتنا، لكن التحكم في الأفكار هو المفتاح لتحويلها إلى إنجازات تُلهم الآخرين. تحكم في أفكارك، واجعلها جسرًا تعبر به نحو تحقيق أحلامك وصناعة واقع مليء بالإنجازات!
أخبار متعلقة :