أرض المملكة

الأردن وسيناريوهات اللقاء الأمريكي المرتقب. - أرض المملكة

جو 24 :

 د. أريج تليلان السليِّم

مع اقتراب اللقاء المنتظر بين سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والإدارة الأمريكية الجديدة، لنطمئن لأقدار الله بهذا البلد الغالي أولا ، ولنثق بحكمة قيادتنا الهاشمية ثانيا. ولنكن على يقين تام أننا في الاتجاه الصحيح وإن كانت الضغوطات كبيرة والتحديات صعبة، لطالما مر هذا الوطن بصعاب وتخطاها بخطى الواثق النابعة من متانة العلاقة بين قيادته وشعبه. فالدولة الأردنية دولة ذات سيادة، قادرة على إدارة ملفاتها والوقوف بقوة أمام هذا السيل من الضغوطات الدولية، كما أن قيادة الأردن الفذة لن تقبل بتقويض دوره السياسي عربيا وإقليميا مهما كانت الأسباب .

من هنا ما كان لنا أن نتقبل تصريحات ومخططات سياسة الإدارة الأمريكية الحالية التي تتعامل مع قضايا العالم والشرق الأوسط وكأنها صفقات وجني لأرباح لا معنى ولا قيمة لها، قائمة على طمس كافة الكيانات والقيم والمواثيق الدولية. حتى أكاد أجزم أن المجتمع الدولي بأسره لم يسمع من قبل بتصريحات كتصريحات هذه الحكومة وأساليبها الممجوجة التي أعادت العالم لنقطة الصفر قانونيا وحقوقيا.

يقف الشعب الأردني اليوم بكافة أطيافه موقفا واضحا مؤيدا لموقف القيادة الهاشمية الفذة، وإن ما شهدناه خلال المسيرة الوطنية الأخيرة ما هو إلا دليلا قاطعا على منعة ومتانة جبهتنا الداخلية وانسجامها التام مع إرادة قائدها وموقفه الصارم تجاه مخططات التهجير والتوطين. فالأردن ما فتئ يوما عن مساعدة الإخوة العرب، حيث لا يزال الحاضنة الإنسانية لكل الشعوب العربية بالرغم من محدودية إمكانياته فهو لاعب لدورٍ محوري لا تقوى عليه الدول العظمى اقتصاديا. إلا أن الأمر مختلف هذه المرة فالرفض متعلق بقضية يعربية أصيلة، هي بوصلة الشرفاء من قادة العرب، بوصلة أصحاب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية، الذين لم و لن يقبلوا بأي مقترحات تعارض مصالح الشعبين الأردني والفلسطيني، أو ترمي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب أردننا العزيز.

لهذا كله لن يُكتب لهذا المخطط الأمريكي الصهيوني أن يرى النور ما دمنا ننعم بقيادة ذات موقف راسخ وثابت تجاه قضايا الأمة العربية عموما، وتجاه القضية الفلسطينية على وجه الخصوص. فالرهان اليوم قائم على ثلاث مبادئ أساسية، أولها : موقف القيادة الهاشمية الحكيمة الصارم تجاه القضية الفلسطينية وشعب فلسطين؛ والتي أكدها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين باللاءات الثلاث (لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل، والقدس خط أحمر) الغير قابلة للمهادنة أو الانتقاص. وما يعزز هذا المبدأ وهذه الركيزة قوة الجبهة الأردنية الداخلية ومتانتها التي وقفت موقفا صارما مستمدا من صلابة موقف القيادة الأردنية السياسي من الأحداث والتصريحات الغير منطقية والغير مبررة والخالية من احترام حقوق الدول بتقرير مصيرها.

المبدأ الثاني: والمتمثل بأولوية سيادة الأمن والأمان في دولة كالأردن، الذي يلعب دورا محوريا في الإقليم نظرا لموقعه الجيوسياسي وشأنه السياسي ومكانته العظيمة بين الدول. فاستقراره وسط هذا الإرباك الإقليمي يشكل أولوية للعديد من دول العالم وللمنطقة والإقليم وليس فقط للأردنيين.

المبدأ الثالث: مبدأ محوري يتعلق بشعب غزة الأبي، هذا الشعب الاستثنائي بكل ما للكلمة من معنى، هذا الشعب الذي لم يُخرجه من أرضه كل هذا الدمار وأبشع صور الإبادة التي عاشها على مدار أربعة عشر شهرا متواصلة، حيث يشكل هذا المرتكز علامة فارقة وأساسا ثابتا في القضية ككل.فهذا الشعب شعبٌ لم ولن يترك أرضه تحت أي ظرف أو مسمى أو إغراء أو امتياز أيا كان شكله أو مصدره، فغزة وفلسطين للفلسطينيين والأردن للإردنيين.

عليه نحن اليوم ومن كافة الأطياف وشتى المنابت والأصول نؤكد من هذا المقام وقوفنا مع جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مواقفه الثابتة والراسخة الرافضة للتهجير بكل أشكاله والداعمة للشعب الفلسطيني على أرضه والحامية للأردن ومصالحه الوطنية.

إنها الأردن وإنهم الهاشميون وإنه شعب الأردن الوفي الصامد والمساند لموقف مليكه أيا كان، فهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة وستمضي كما مضى ما قبلها بحكمة الهاشميين وبِقَدَرِ هذه الدولة العصية على كل المحاولات.


أخبار متعلقة :