نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني: الرئيس السيسي أول من تصدى لمخطط التهجير - أرض المملكة, اليوم السبت 8 فبراير 2025 08:53 مساءً
قال رائد عامر، مدير دائرة العلاقات الدولية بنادى الأسير الفلسطينى، إنّ مصر اتخذت موقفاً واضحاً منذ بداية الحرب، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح، حيث رفضت فتح المعبر لاعتبارات متعلقة بالتهجير، وحينها أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن الفلسطينيين يجب أن يبقوا على أرضهم وليس فى أى مكان آخر.
وأضاف مسئول العلاقات الدولية بنادى الأسير الفلسطينى، فى حوار لـ«الوطن»، أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم رغم القصف والدمار، فى وقت كان الاحتلال يتوقع أن يهرب الجميع، لكنه فوجئ بعودة الفلسطينيين إلى مدنهم المدمرة لأنهم يؤمنون بأن هذه أرضهم ولن يتركوها تحت أى ظرف.. وإلى نص الحوار:
الفلسطينيون يتعاملون مع المخطط الأمريكى الإسرائيلى بسخرية ومصرون على البقاء فى أراضيهم
ما رأيك فيما طُرح بخصوص المخطط «الأمريكى الإسرائيلى» حول تهجير الفلسطينيين من غزة؟ وما الموقف الفلسطينى الرسمى والشعبى؟
- مخطط التهجير والمعركة المستمرة ضد الشعب الفلسطينى ليست جديدة، لكنها تصاعدت بعد السابع من أكتوبر من العام 2023، إذ إن هناك خططاً قديمة متجددة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وهى امتداد لصفقة القرن التى حاولت الإدارة الأمريكية تنفيذها ولكن الظروف السياسية لم تسمح بذلك فى السابق، لكن بعد السابع من أكتوبر، تصاعدت هجمة الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى وأصبحت أكثر وحشية.
وانتقلت من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، حيث نشهد تصعيداً غير مسبوق فى عمليات القتل، الاعتقالات، وتدمير البنى التحتية، ويبدو أن الاحتلال الإسرائيلى يركز بشكل أساسى على الضفة الغربية لأسباب دينية أكثر منها سياسية، بينما غزة دفعت ثمناً كبيراً من الدم والدمار، إذ إن الشعب الفلسطينى يخوض معركة وجود، سواء فى الضفة أو غزة، حيث نرى الآن تصعيداً كبيراً فى جنين، نابلس، طولكرم، وغيرها.
كما أن التصريحات الصادرة تثير العديد من التساؤلات حول وضع المخطط، من بين هذه التساؤلات ما يتعلق بطبيعة الشعب الفلسطينى الذى يتعرض للقتل والاعتقال منذ سنوات دون أن تنكسر عزيمته، وعلى الرغم من الخسائر التى عانى منها الشعب الفلسطينى، فإنه لن يتنازل عن أرضه، فكيف يمكن أن يُجبَر شعب بأكمله على مغادرة وطنه؟
كيف ترى عودة الفلسطينيين إلى غزة رغم الدمار الكامل؟
- هذه رسالة للعالم بأن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم رغم القصف والدمار، فى وقت كان الاحتلال يتوقع أن يهرب الجميع، لكنه فوجئ بعودة الفلسطينيين إلى مدنهم المدمرة، لأنهم يؤمنون بأن هذه أرضهم ولن يتركوها.
كيف انعكس الدور المصرى على مسار الحرب والمفاوضات؟
- الدور المصرى كان دائماً محورياً فى دعم القضية الفلسطينية، والعلاقة بين الشعبين المصرى والفلسطينى تمتد عبر التاريخ، وفى ظل الظروف الراهنة، نحتاج إلى تحركات أكثر قوة على المستويين السياسى والدبلوماسى لمواجهة هذا المخطط الإسرائيلى الأمريكى، ومصر دائماً إلى جانب الحق الفلسطينى والشعب الفلسطينى، ومنذ بداية العدوان كان لمصر دور أساسى ومهم فى مفاوضات وقف إطلاق النار، سواء فى صفقة تبادل الأسرى الأولى أو الصفقة الجارية حالياً، لم تدّخر مصر أى جهد لممارسة ضغوط دولية مستمرة من أجل إتمام الصفقة، ونتمنى دائماً أن تبقى مصر حكومة وقيادة وشعباً، إلى جانب قضية فلسطين ودعم الحق الفلسطينى.
كيف يتعامل الفلسطينيون مع مقترحات التهجير على المستوى الشعبى؟
- الشعب الفلسطينى لا يأخذ هذه المقترحات على محمل الجد، وينظر إليها بسخرية واستخفاف بل يراها محاولات يائسة لإعادة طرح مخططات قديمة فشلت من قبل، لا أحد فى فلسطين يقبل بمثل هذه الطروحات، وهى لا تساوى الحبر الذى كُتبت به، الفلسطينيون يسخرون من هذه الأفكار، لأنهم يدركون جيداً أن مصيرهم ليس بيد أى إدارة أو أى رئيس دولة أخرى، فمن يظن أن بإمكانه اقتلاع ملايين الفلسطينيين من أرضهم واهم.
فلا يوجد أى قانون دولى أو أخلاقى يجيز ذلك، وعلى العكس، جميع التصريحات والمواقف الدولية التى تابعناها خلال الأيام الماضية تؤكد رفض العالم لهذه الفكرة، ما يعنى أنها لن تنجح كما لم تنجح صفقة القرن سابقاً، فلا أحد يملك الحق فى تقرير مصير الفلسطينيين غيرهم، لا يوجد رئيس دولة يستطيع أن يقرر تهجير شعب بأكمله، جميع التصريحات الدولية التى تابعناها ترفض هذا الطرح، ما يؤكد أنه لن ينجح وسيفشل كما فشلت صفقة القرن من قبل.
رحلة الاعتقال بعد 7 أكتوبر عكست أبشع جرائم الاحتلال الإسرائيلى ضد الإنسانية وسط صمت المنظمات الحقوقية
كيف تغيرت أوضاع الأسرى الفلسطينيين بعد 7 أكتوبر؟
- بعد السابع من أكتوبر، أصبحت رحلة الأسير أكثر قسوة، وتحولت إلى رحلة قتل وتعذيب يومى، وظروفهم داخل السجون باتت كارثية، حيث يتم حرمانهم من الطعام والعلاج، ووضعهم فى زنازين غير إنسانية، والتنكيل بهم جسدياً ونفسياً، والأسرى الفلسطينيون يواجهون مرحلة هى الأسوأ فى تاريخ الاعتقال.
وهناك أكثر من 10.000 أسير فلسطينى، منهم نساء، أطفال، وكبار سن، يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات، والاحتلال يتعامل مع الأسرى بعقلية انتقامية، حيث يتم احتجازهم فى زنازين قذرة، وحرمانهم من الطعام والعلاج، وإجبارهم على العيش فى ظروف غير إنسانية.
ويتعرض الكثير منهم للتعذيب الجسدى والنفسى، والعديد منهم أصيبوا بأمراض جلدية بسبب قلة النظافة وانعدام الرعاية الصحية، فضلاً عن قضية الشهداء بين الأسرى، فالاحتلال الإسرائيلى اعترف رسمياً بإعدام 58 أسيراً، ولكن التقديرات تشير إلى أن العدد أكبر بكثير، خاصة من أسرى قطاع غزة، وهنا تكمن الخطورة.
ماذا عن الأسرى المحررين الذين رأوا أبناءهم لأول مرة من خلال النطف المهربة؟
- كان ذلك مشهداً لا يمكن وصفه، حيث كان العناق الأول بعد سنوات طويلة من الأسر، إذ كانوا يلتقون عبر الحواجز الزجاجية، ولكنهم استطاعوا عناق أبنائهم لأول مرة.
كيف يرى نادى الأسير الفلسطينى إصرار بعض الأسرى على الإنجاب من خلال النطف المهربة؟
- غالبية الأسرى الذين اتخذوا هذا القرار داخل السجن كانت لديهم قناعة بأن مدة الاعتقال طويلة، فى ظل الضغوط العائلية وحلمهم فى الإنجاب، لذلك كانت خياراتهم صحيحة ونجحت واستطاعوا الإنجاب، ونعتبر تلك الخطوة جزءاً من النضال الفلسطينى ورسالة بأن الشعب يحب الحياة ومتمسك بالأبوة والإنسانية فضلاً عن كونها وسيلة لمقاومة السجن والاحتلال.
خلال مراحل الهدنة.. لماذا تأخرت عمليات الإفراج عن الأسرى؟
- إسرائيل تعمدت تأخير عمليات الإفراج بحجج وذرائع واهية، مثل التأكد الأمنى، أو مشكلات فى القوائم، أو حتى أسباب لوجيستية، وكان الهدف من ذلك هو تنغيص فرحة الأسرى وعائلاتهم، ومنع الفلسطينيين من الاحتفال بحرية أبنائهم، وهذا جزء من الحرب النفسية التى تمارسها إسرائيل ضد الأسرى وعائلاتهم، فالاحتلال الإسرائيلى كان يماطل فى كل مرحلة، بحجج وذرائع مختلفة والهدف كان واضحاً وهو إفساد فرحة الأسرى وعائلاتهم، ومنع الفلسطينيين من الاحتفال بحرية أبنائهم عبر الحواجز العسكرية فى الضفة الغربية.
كيف ترى اعتقال الاحتلال لأهالى الأسرى قبل أو بعد الإفراج عنهم؟
- هذا جزء من سياسة العقاب الجماعى، حيث يقوم الاحتلال باعتقال أقارب الأسرى لمنعهم من الاحتفال بإطلاق سراحهم، وفى القدس المحتلة تحديداً، هناك ملاحقات مستمرة واعتقالات لمنع أى شكل من أشكال الفرح أو التضامن مع الأسرى المحررين.
مَن هم أبرز الأسرى الذين يرفض الاحتلال الإفراج عنهم حتى الآن؟
- الاحتلال يرفض الإفراج عن قيادات كبيرة، مثل مروان البرغوثى، عبدالله البرغوثى، وأحمد سعدات، لأنه يدرك أن خروجهم سيشكل نقلة نوعية فى الشارع الفلسطينى، وسيؤثر على المشهد السياسى والمقاومة، إذ إن مروان البرغوثى، على سبيل المثال، شخصية تحظى باحترام جميع الفصائل، وخروجه قد يعزز الوحدة الفلسطينية.
كيف يتعامل الاحتلال الإسرائيلى مع الأطفال المعتقلين؟
- الأطفال المعتقلون يواجهون أسوأ أنواع الانتهاكات، حيث يتم اعتقالهم بتهم ملفقة، مثل رشق الحجارة، ثم يخضعون للإقامة الجبرية أو الحبس المنزلى أو الإبعاد القسرى، أو حتى اعتقالهم داخل السجون، ويتم تعذيبهم نفسياً وجسدياً، وجميع الأطفال المعتقلين حالياً بحاجة إلى علاج نفسى نتيجة الصدمات التى تعرضوا لها.
لماذا لا نرى مواقف قوية من المنظمات الدولية حول ما يحدث للأسرى الفلسطينيين؟
- لأن هذه المنظمات للأسف عاجزة، ولا تمتلك سوى التصريحات الإعلامية، بينما تظل صامتة أمام الجرائم اليومية التى تُرتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، ولا يوجد أى ضغط حقيقى على الاحتلال لوقف هذه الانتهاكات.
كيف يتعامل الأسرى المبعدون مع واقعهم الجديد؟
- أول ما يبحث عنه الأسير المُبعد هو الاستقرار ومعرفة مصير عائلته، فالكثير منهم محرومون من رؤية عائلاتهم، هذه من أكبر المآسى التى يواجهها الأسرى بعد الإفراج عنهم، إذ إن معظم الأسرى المبعدين يواجهون أزمة فى الاستقرار، فهم لا يعرفون إلى أين سيذهبون أو كيف سيعيشون بعيداً عن أهلهم وأرضهم، وبعضهم حُرِم من رؤية عائلته منذ سنوات طويلة، وهذا يزيد من معاناتهم، لكن رغم كل شىء، الأسرى ما زالوا متمسكين بحقوقهم، وهم يدركون أن الإبعاد لن يكسر إرادتهم.
موقف مصر الواضح
مصر اتخذت موقفاً واضحاً منذ بداية الحرب الإسرائيلية الشعواء على قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح، حيث رفضت فتح المعبر لاعتبارات متعلقة بالتهجير، وصرح الرئيس عبدالفتاح السيسى، آنذاك بأن الفلسطينيين يجب أن يبقوا على أرضهم وليس فى أى مكان آخر، ومصر تدرك تماماً المخطط الأمريكى الإسرائيلى لتهجير الفلسطينيين، وتعمل على التصدى له سياسياً.
وبالفعل الموقف يعكس إدراك مصر لحجم المؤامرة التى تحاك ضد الفلسطينيين والمنطقة بأكملها، أما على المستوى العربى، فلا شك أن هناك دعماً سياسياً وشعبياً واسعاً للقضية الفلسطينية، لكننا بحاجة إلى مواقف أكثر صلابة على المستوى الرسمى، والمرحلة الحالية تتطلب توحيد الجهود العربية لمواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية، ووضع حد لمحاولات فرض حلول غير عادلة على الفلسطينيين، ويجب أن يكون هناك موقف عربى قوى يتناسب مع حجم التحديات التى نواجهها.
أخبار متعلقة :