نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كل أمر حادث هو حالة جديدة - أرض المملكة, اليوم السبت 18 يناير 2025 11:26 مساءً
واليقين أن ليس لك شبيه، فأنت نسخة وحيدة ليس لها شبيه، وليس هناك تطابق حتى التوأم لا يشبهان بعضهما بعضاً، فالتطابق يعد حالة من حالات الاستحالة، وإن تطابق الشكل فهناك فوارق تميز كل شبيه عن شبيه، وأعظم فارق هو بصمة النفس، فلكل نفس بصمة متفردة، فكما لا تتطابق بصمة أناملك، فلن يكون لك شبيه يتطابق معك.
ولذلك تنبه أيضاً لمقولة: إن التاريخ يعيد نفسه، هي مقولة تتماثل مع الشبيه، وحقاً ليس كل زمن ينتقل للمستقبل ليكرر أحداثه الماضوية، فما حدث يضمر في زمنه، وإن ظهرت أحداث تتقارب مع زمن سابق، فهذا لا يعد إعادة التاريخ، وإنما تراكم الأحداث على فكرة اقتبست أو حالة مرت في الذاكرة المكتوبة (أو شفوية) عن حدث سابق، ولأن الناس يتشبثون بمقارنة ما مضى بما هو حادث تجدهم يلجأون إلى التشبيه، ولهذا سارعوا إلى القول: (التاريخ يعيد نفسه).
ويمكن الوصول إلى أن الذاكرة الساكنة الباحثة عن قياس سابق تتمثله، هي التي تعيد زمناً ماضياً لتحيله في زمن حاضر.
وهذا ما يحدث في ثبات مفردات بعينها على أن دلالتها تعني شيئاً بعينه، بينما تكون تلك المفردات لها معنى محدد تم ترسيخه في أذهان الناس، فمثلاً على هذه الجزئية أن كل مفردة في القرآن لها معنى بعينه لا تحيد عنه، ففي القرآن ليس هناك تكرار، فالمفردة تكتسب وجودها بمعناها الذي أراد الله لها أن تكون عليه.
إن التشبث بالتشابه هي معضلة الفكر الذي يسترجع الماضي في الحاضر، ولا يشق للمستقبل طريقاً له معطيات الحاضر.
فمياه النهر التي عبرتها مضت إلى مصبها، وهي لا تسير معك أينما اتجهت صعوداً.
ومع الأحداث المتلاحقة في الفضاء السياسي العربي، أمقت المحللين الذين يصرون على التشابه أو المقارنة بين الأحداث المتعاقبة على أنها إعادة التاريخ، وهذا لا يعني عدم المقاربة أو المقارنة وإنما الحدث الآني حدث له معطيات جديدة قد تنقض السابق تماماً وتبني أحداثاً جديدة لكي تخلق التصاعد التاريخي.
أخبار متعلقة :