لا شك ان فاتورة الماء التي اصبحت شهريه قد باتت عبئا اضافيا على قائمة الاعباء والهموم لدى الاردني المنتمي للشريحه البسيطه ذات الدخل البسيط
وعلى الصعيد الشخصي فلقد كانت الفاتوره السابقه لبيتي الصغير والخالي من كل الالات الكهربائيه ما عدا الثلاجه والغساله تفوق كل تصوراتي وحساباتي مما جعل زوجتي تتصل بي على عجل لتنقل لي الخبر بدهشه وغضب مما دفعني بعد ذلك الى اغلاق محبس الساعه مع توخي الحذر اثناء الدوش الاسبوعي و الاحتفاظ بكميه الماء البارد الذي ينزل قبل الماء الساخن بطشط صغير خوفا من هدره بلا فائده
وما يحدث مع الماء يمكن اسقاطه على الجوانب الاخرى لحياتنا من بنزين السياره والكهرباء ، والسؤال هنا هل جميع الاردنيين متساوين امام فواتير الماء والكهرباء وهل ابناء الطبقات الغنيه والمناصب الحكوميه الرفيعه وابنائهم يشكون من ارتفاع فاتورةو تعرفة الفاتوره او يؤرقهم تراكمها وهل يحسبون كما نحسب نحن أمكانيه قطعها اثناء ليله شتائيه بارده ، هل ينتظرون ماء السلطه كل اسبوع ويقفون مثل آبائنا ليلهم ونهارهم فوق الحيطان هل يؤرقهم الخوف من اخبار امكانية ارتفاع جرة الغاز ربع او نص دينار هل يخافون من قلة تأخر الموسم المطري وهل سيشعرون مثلنا بأثره وانعكاساته القاسيه هل اصبحت طبقتنا البسيطه كائنات بيولوجيه ينتهي حلمها وطموحها عند لقمة الخبز وسداد ايجار البيوت وفواتير الماء والكهرباء هل نحن و ابناء المسؤولين سواء في الوظائف في الدرجات في الاحلام في نصيبنا من الوطن هل ابناء عمان الغربيه وفلل عبدون يعرفون الاردن كما نعرفه هل نتساوىو اياهم في الماء هل يصطدم الطموح بفواتير الماء ناهيك عن اصطدامه بالواسطه والقرابه والسلطه الابويه
ماذا يفعل الاردني لهذه الحكومات المتعاقبه حتى تحن لاجله ولحاله وبماذا قصر الاردني كي يتم محاربته بهذا الشكل من قبل السياسات الحكوميه الم يبنى الاردن على كتف ابائهم ، الم يقدم ابناءه للموت من اجله في الازمات لمن للشاب الاردني البسيط الذي لا يملك سوى شهادته وبؤسه ، ايظل عرضه للفراغ واستغلال القطاع الخاص وقلة الحيله في حين ينتقل ابناء المسؤولين من منصب الى اخر ومن موقع الى اخر بخفه كالفراشات .
أخبار متعلقة :