أرض المملكة

الـحـاجـــة أم طــايــل : وفـــاء الأردنيين للهاشميين ثابت - أرض المملكة

جو 24 :

الحاجة أمونة الحلاحلة أم طايل، صورة للنشمية الأردنية، عبرت سنين عمرها الـ84 وهي ترتدي الثوب الأردني، لا تقرأ ولا تكتب، ولم تخض غمار المدارس يوما، إلا أنها تعلمت جيدا كيف تحب ثرى الأردن، وكيف تهوى فوتيك العسكر، الذي تخضب يوما ما بدماء والدها الشهيد خلف الحلاحلة فوق ثرى فلسطين عام 1948، وما زال يغفو تحت حبات ثراها جثمان والدها حتى اليوم.


تذكر الحاجة أم طايل جيدا فرحة الأردنيين يوم مولد جلالة الملك عبدالله الثاني، وكيف زف المغفور له جلالة الملك الحسين النبأ لأسرته الاردنية، وكان في كل بيت فرح عظيم، وتقول «أبتهجنا كأن المولود في بيوتنا، هنينا بعضنا، فرحنا لفرح أبو عبدالله، تربينا على حب الهاشميين وكبرنا عليه».


وأضافت: «الله يطوللنا بعمر سيدنا، ومنيتي أشوفه.. حلمي أن يتكلل بصري بلقاء سيدنا أبو حسين، واتصور معاه واترك هالصورة ورثة للعيال».


لم تنس ما عاشته من تاريخ الملوك الهواشم كيف لا وهي التي واكبتهم جميعا، وبطولات الجيش العربي، الذي انتمت لحبه بفطرة الأطفال، وتفخر بما وصل له الاردن اليوم، وتقول «في تاريخ الاردن نجاحات كثيرة، وتحديات كبيرة، ولكن لن اجد أوفى من هذا الشعب، فلن أنسى كيف خرجنا لاستقبال الملك الحسين رحمه الله وهو عائد من رحلة علاجه الاولى، لم يثننا تعب ولم نتأفف من طول الانتظار، بل كنا فقط نلهج له بالدعاء، ففي الاردن وفاء كبير للهاشميين لن يزول حتى يرث الله الإرض ومن عليها».
وتستطرد الحديث «كنا نسكن بيوت الشعر، نلامس تراب الوطن يوميا، ونحتضن سماءه، أنا وحيدة لا أخوة لي من والدي، لي شقيقة واحدة من أبي، الذي كان رحمه الله وحيدا لوالديه بلا أشقاء أيضا، توفي والداه مبكرا، تعلمنا منه أن الوطن أغلى من الروح، وأن الذود عنه هو البطولة، فهو العرض والشرف والورثة الحقيقية للاجيال، فالتحق بالجيش وحمل الجندي رقم 18060 وكان عمري قرابة 6 سنوات حينها، وبعد أشهر قليلة هرع مع أبناء الجيش للدفاع عن فلسطين، وأرتقى هناك شهيدا ودفن هناك».
الحاجة أم طايل صاحبة الثمانية عقود والنصف من عمرها، ام لـ 5 أبناء وأبنة وجدة لـ13 حفيدا، خسرت ابنها البكر منذ سنوات، وما زالت تحتضن تحت جناحيها أبناءها الثلاثة، ما زالت تروي عن الاردن البطولات وهي على يقين أن هذا الوطن هو التركة الحقيقية للاجيال القادمة، وختمت حديثها «كل ما اشوف سيدنا بالتلفزيون والصور، ما بشوف بس حكمة الملوك وهيبتهم، ولا قايد شجاع لبواسل الجيوش، بشوف فيه رغم اني ختيارة حنية أبوي اللي فقدته، وطيبة الأخ، وتقوى الابن البار بعيلته، ربي من عالي سماه ما يظيمه، ويحميه ويعزه».

 

الدستور

أخبار متعلقة :