أرض المملكة

ترامب يتعهد بالسيطرة على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" - أرض المملكة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد "إعادة توطين" الفلسطينيين في أماكن أخرى ليضرب بذلك عرض الحائط بسياسة أميركية متبعة منذ عقود حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويثير تنديدا من دول بالمنطقة وإدانات عربية ودولية واسعة.

وفي خطوة صادمة قال ترامب في أول إعلان كبير يتعلق بسياسة بلاده في الشرق الأوسط إنه يتصور بناء منتجع تعيش فيه مختلف الجنسيات في وئام. والعام الماضي وصف جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، قطاع غزة بأنه واجهة بحرية عقارية "قيمة".

وتسبب الاقتراح الذي طرحه ترامب بكل بساطة في موجات صدمة دبلوماسية في أنحاء الشرق الأوسط والعالم. وقالت الصين إنها تعارض التهجير القسري المقترح للفلسطينيين ووصفت تركيا الاقتراح بأنه "غير مقبول".

وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده "تعتقد دوما أن المبدأ الأساسي هو أن الفلسطينيين يحكمون فلسطين فيما يتعلق بالحكم بعد الصراع" مضيفا أن بكين تؤيد حل الدولتين.

وذكر سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس  اليوم الأربعاء أن تصريحات ترامب "سخيفة".

وقال لرويترز "تصريحات ترامب حول رغبته بالسيطرة على غزة سخيفة وعبثية، وأي أفكار من هذا النوع كفيلة بإشعال المنطقة". وأكد أن حماس تظل ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وضمان نجاح مفاوضات المرحلة الثانية منه.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيمضي قدما بالفعل في تلك الخطة المثيرة للجدل أم أنه ببساطة يتخذ مواقف متطرفة كاستراتيجية للمساومة.

وكشف ترامب عن خطته المفاجئة، دون الخوض في تفاصيل، خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال ترامب للصحافيين "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا فيه أيضا. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع".

وأضاف ترامب "سنسيطر على تلك المنطقة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".

- تهجير دائم
جاء ذلك الإعلان بعد اقتراح ترامب الصادم في وقت سابق أمس الثلاثاء بإعادة توطين سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني فلسطيني في الدول المجاورة بشكل دائم، كما وصف القطاع بأنه "موقع هدم".

وتنفذ إسرائيل وحماس حاليا المرحلة الأولى من اتفاق هش لوقف إطلاق النار.
وسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بشكل مباشر تخالف سياسة راسخة منذ وقت طويل في واشنطن، وكذلك لدى أغلب المجتمع الدولي، تعتبر قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة جزءا من دولة فلسطينية في المستقبل.

وفي رام الله رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بشدة" الأربعاء تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورغبته باحتلال قطاع غزة وبالتهجير القسري للفلسطينيين منه.

وجاء في بيان تلاه المتحدث باسمه نبيل أبو ردينة إن "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية يرفضان بشدة الدعوات للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين من وطنهم... الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وقطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967".

وقال أبو مازن ردا على الدعوات الأميركية لتهجير الفلسطينيين من غزة، إن "هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي ... لن نسمح بانتهاك حقوق شعبنا".

وقال عباس إن "السلام والاستقرار لن يتحققا في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية ... على أساس حل الدولتين".

وقالت السعودية إنها ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم ولن تقيم علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان "تؤكد وزارة الخارجية أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال".

وقال ترامب إنه يخطط لزيارة غزة وإسرائيل والسعودية خلال جولة يعتزم القيام بها في الشرق الأوسط، لكنه لم يذكر موعدا لذلك.

ولم يناقش نتنياهو، الذي أشار إليه ترامب عدة مرات بلقبه "بيبي"، الاقتراح بعمق بخلاف الثناء على الرئيس الأميركي لاتباعه نهجا جديدا.

وقال نتنياهو إن ترامب "يفكر خارج الصندوق بطرح أفكار جديدة.. ويظهر استعدادا لنسف التفكير التقليدي".

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه يجب ضمان أن يكون للفلسطينيين مستقبل في وطنهم.

وأضاف لامي في مؤتمر صحفي خلال زيارة إلى كييف "كنا دائما واضحين في اعتقادنا بأننا يجب أن نشهد وجود دولتين. يجب أن نرى الفلسطينيين يعيشون ويزدهرون في وطنهم في غزة والضفة الغربية".

وفي باريس قالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما الأربعاء إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة ونقل الفلسطينيين الذين يعيشون فيه "تهدد الاستقرار وعملية السلام".

وأكدت أن "فرنسا تعارض تماما تهجير السكان. نحن متمسكون بسياستنا وهي: عدم تهجير السكان والسعي إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى عملية سلام وحل الدولتين".

من جانبه قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للصحفيين "أريد أن أكون واضحا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة ويجب أن يبقوا فيها.
"غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا تعتقد أن التسوية على أساس حل الدولتين هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.

أخبار متعلقة :