كتب محرر الشؤون المحلية - انه الهروب من تحت الدلف الى تحت المزراب ، هذا هو واقع حال الاردنيين في عهد حكومة جعفر حسان الذي جاء بعد حكومة بشر الخصاونة التي اهلكت الحرث والنسل ، يبدو ان قدرنا هو تحمل جرعات اخرى من العنت دون توقف او مراجعات من اي نوع ..
اليوم سنتحدث عن اكثر من ٢٢ الف طالب جامعي تركت الحكومة اسرهم ليعضوا الارض من اجل تأمين اقساط الجامعات بعد حرمان ابنائهم من المنح والقروض ، بذريعة ان لا مخصصات لشمول هؤلاء الطلبة الذين تنطبق عليهم الشروط ، وذلك بعد غربلة اعداد المتقدمين وشطب اكثر من ٦ الاف طالب لعدم انطباق الشروط عليهم ، بمعنى ان ال ٢٢ الف طالب جميعهم يستحقون الدعم الحكومي !!!
الحكومة الجديدة لم تراجع اوجه الانفاق الحكومي الباذخ ، رغم تعالي الاصوات المطالبة بمراجعة اوجه الانفاق الحكومي في ظل عجز متفاقم في الموازنة واقتراض داخلي وخارجي لا يتوقف سنويا ،وذلك على نحو اوصلنا الى حالة مزمنة من العجز والزحف على اموال الضمان الاجتماعي ، ولكنها في هذه الجزئية المتعلقة بمخصصات صندوق الطالب الجامعي ،اقتصدت هذه المرة ، والتزمت بمخصصات تعرف انها لن تكون كافية في ظل الضائقة التي يعيشها الناس ، يعيشها مواطنون دخولهم ثابتة لا تتزحزح ،رغم ارتفاع الاسعار وتراجع القوة الشرائية لهذه الدخول !!!
النواب اقروا باغلبية ساحقة الموازنة العامة المعيبة ،دون ان يلتفوا الى هذه الجزئية المتعلقة بطلبة الجامعات ، المخزون الاستراتيجي للدولة .. لا اصوات في مجلس النواب الحالي باستثناءات معدودة تطالب بمناقلات في الموازنة لتغطية العجز في صندوق الطالب الجامعي ، ماذا نقول في نواب يتنازلون او يضحون بهذا العدد الهائل من الطلبة ؟!! ..
لا نعرف من الذي يفكر بالناس في بلدنا ، من لهؤلاء الطلبة الذين يعمل بعضهم لتأمين مصروفه اليومي ، من يسد ضائقة اسرهم وهم يتخبطون اي متخبط اليوم لتأمين اقساط الجامعات المرتفعة ، وربما تأجيل دراستهم تحت وطأة هذا التجاهل الرسمي النيابي المخجل ؟!!
الحكومة تتنازل عن ادوارها كلها ، في وقت يزداد فيه سعارها في تحصيل الرسوم والضرائب ، وتجدها في غاية الابداع والفاعلية في اكتشاف اوجه جباية جديدة تغلغلت في كل تفاصيل حياتنا اليومية ماء كهرباء طاقة سلع اساسية والقائمة تطول و تطول الى ما لا نهاية ... هي حكومات غاشمة تحاصر المواطنين وتجرهم جرا نحو الافقر ...
أخبار متعلقة :