إجماع شعبي ورسمي.. رفض قاطع لمقترح ترامب بتهجير الفلسطينيين - أرض المملكة

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن موجة عنيفة من الرفض والاستنكار على الصعيدين الرسمي والشعبي في مصر والدول العربية. تجلّى هذا الرفض في تصريحات حازمة من القيادة السياسية المصرية، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في بيان صدر يوم 8 أكتوبر 2023، رفض مصر القاطع لأي تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين. ويؤكد هذا الموقف أن القيادة المصرية تدرك أبعاد المشهد جيدًا وتتصدى لأي محاولات للمساس بسيادة الوطن أو حقوق الفلسطينيين.

التلاحم الشعبي والرسمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضه التام لمقترح ترامب، مشددًا على أن مصر لن تشارك في أي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واصفًا ذلك بأنه "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه". جاء هذا الموقف الرسمي متزامنًا مع احتجاجات شعبية واسعة عند معبر رفح، حيث تظاهر آلاف المصريين للتعبير عن رفضهم القاطع للمقترح الأمريكي، في مشهد يعكس التلاحم بين القيادة والشعب في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

إجماع عربي ودولي على رفض التهجير القسري

أجمع الخبراء والمحللون على أن مقترح ترامب يفتقر إلى الواقعية ويشكل تهديدًا للأمن المصري والعربي. وصف محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للدراسات الاستراتيجية، هذه الدعوة بأنها "خطوة غير محسوبة" تهدد الأمن القومي لدول المنطقة. من جانبه، اعتبر السفير محمد مرسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، حديث ترامب عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بأنه "حماقة جديدة"، مؤكدًا قدرة مصر على التصدي لمثل هذه المخططات.

تحركات مصرية لحشد دعم دولي

تناولت صحيفة الجارديان البريطانية ردود الفعل العربية الرافضة للمقترح، مشيرة إلى أن هذا الرفض الموحد يعكس التزام الدول العربية بحماية حقوق الفلسطينيين وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. كما كشفت مصادر دبلوماسية أن مصر بدأت في حشد دعم دولي لرفض مقترح ترامب من خلال التواصل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة، للتأكيد على خطورة هذه الفكرة وأهمية الحلول السلمية التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني. وفي تقرير نشرته وول ستريت جورنال، أكدت الصحيفة أن الدول العربية تعارض بشدة خطة ترامب، خوفًا من تكرار تجارب اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948، والتي أدت إلى توترات وصراعات داخل الدول المضيفة.

التزام مصري ثابت بحماية الحقوق الفلسطينية

يعكس الموقف المصري الرسمي والشعبي رفضًا قاطعًا لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا، ويؤكد التزام مصر الثابت بدعم الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. هذا الموقف يبعث برسائل واضحة حول أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة.