علاقة خفية بين «الأجهزة الرقمية» وأوزان الأطفال - أرض المملكة

لست ضد العالم الرقمي والتطور والأجهزة الذكية، ولكني أقف كثيراً أمام التحديات الصحية التي تواجه أطفالنا وأبناءنا بمختلف الشرائح العمرية، بسبب الإفراط في استخدام التقنية وخصوصاً الأجهزة الذكية، ومؤشرات الأمراض التي بدأت تظهر عند الأطفال أصبحت مخيفة، فزيادة أوزانهم واحدة من أكثر مشاكل الصحة العامة الناتجة عن التقنيات. والمكوث الطويل على الشاشات ينعكس سلباً على ارتفاع الوزن والسمنة، بزيادة الأكل دون الشعور بالشبع، وبعض هذه الأطعمة منخفضة العناصر الغذائية وتحمل سعرات حرارية عالية.

وهناك علاقة طردية بين تعدد الأجهزة الإلكترونية المستخدمة، وفرص زيادة الوزن لدى الأطفال، فقد لاحظ باحثون في دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الأكثر تفاعلاً مع الأجهزة الإلكترونية يعانون من ارتفاع بمؤشر كتلة الجسم ونسب أعلى من الدهون في أجسادهم، الأمر الذي يزيد من قوة العلاقة بين استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والمعاناة من السمنة بدرجاتها المختلفة.

لذلك؛ لا بد أن ندرك خطورة زيادة الوزن عند الأطفال التي تصل تدريجياً مع الوقت إلى السمنة، ففي زيادة الوزن يكون هناك تراكم مفرط للدهون في الجسم، بينما السمنة تعني زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي، نتيجة تراكم مفرط أو غير طبيعي للدهون، والذي يلحق الضرر بصحة الفرد، وهذه الزيادة ناتجة عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام من جهة، والطاقة المستهلكة في الجسم من جهة أخرى.

وثمة سؤال مطروح: كيف نبعد زيادة الوزن الناتجة عن التقنيات عند الأبناء؟.. والإجابة: حث الأبناء على تقنين استخدام الأجهزة الإلكترونية، زيادة مستوى الأنشطة البدنية، ممارسة الأنشطة خارج المنزل، مراعاة توافق المحتوى مع عمر الطفل، تعزيز الحوار مع الطفل، وتحديد أوقات معينة خلال اليوم لاستخدام الأجهزة الإلكترونية.

إن آثار الهاتف لا تقتصر على الأضرار النفسية والصحية للطفل فحسب، بل تتعداها إلى العقلية؛ فقد أثبتت الدراسات تأثيره السلبي على دورة النوم، مثل: تسببه بالإرهاق، وصعوبة التركيز، والاكتئاب، والقلق، وعدم التفاعل الاجتماعي، وتراجع المستوى العلمي، والانطوائية والعزلة.