أرض المملكة

هآرتس: من الضروري تعديل الاتفاق قبل انفجار جهاز التدمير الذاتي المزروع فيه #عاجل - أرض المملكة

جو 24 :

ترجمة - عن صحيفة "هآرتس" * 

ستة اسابيع هستيرية وتسبب الجنون تنتظر على الباب. في كل اسبوع ستعود المشاهد المخيفة للقطار الجبلي المسمى "صفقة المخطوفين"، التي فيها الفرح والحزن، الحداد والاحتفالات، تصرخ مع التوتر والخوف قبل الاسبوع القادم، والاسبوع الذي سيأتي بعده وهكذا دواليك. في هذه الاسابيع ستستمر الاسئلة المؤلمة في الالحاح: هل سيتم اطلاق سراح المخطوفين في يوم السبت أو في يوم الاحد؟ هل التأخير تقني فقط أم هو مخالفة جوهرية؟ هل العملية ستتوقف بعد 42 يوم أو ربما قبل ذلك؟ هل سنعود الى الحرب أم أننا نتوجه نحو المرحلة الثالثة، بداية اعادة اعمار القطاع؟.

مرة اخرى سنشاهد في كل اسبوع سيارات التندر البيضاء لحماس ومواكب الانتصار التي ترافق المخطوفين البائسين، وبعد ذلك التوابيت. مرة اخرى سيلوح المسلحون بالسلاح للاظهار بأنهم ما زالوا هنا، حيث في الطرف الآخر للقطاع سينهار المخطوفون في احضان ابناء عائلاتهم والاطباء والممرضات، وسيتوسلون من اجل اعادتهم جميعا والآن. ولكن "الآن" هي كلمة قبيحة في قاموس رئيس الوزراء. وقد وبخ رئيس الموساد في شهر شباط وقال له: "هذه ليست الطريقة لاجراء المفاوضات بها. يجب أن نكون حازمين. النتيجة هي اتفاق مؤلم لا يرحم، مليء بالالغام وينتظر التدمير. وحتى هدفه الرئيسي، ليس لا سمح الله اعادة المخطوفين، بل الحفاظ على سلامة الائتلاف، لا ينجح في تحقيقه.

هذا الاتفاق من الضروري تعديله قبل أن يمزقه جهاز التدمير الذاتي المزروع فيه اشلاء وقتل المخطوفين الباقين. حتى الآن الوقت غير متأخر لاجراء هذا التعديل. لا يجب اعادة اختراع العجلة. الصيغة معروفة ومعترف بها، "الجميع مقابل الجميع وانهاء الحرب"، الآن وعلى الفور، ليس على دفعات أو نبضات، لأنه في نهاية المطاف الخطة المتفق عليها يمكن أن تؤدي الى نفس النتيجة.

اذا تم استكمال المرحلة الثانية بنجاح فان الجيش الاسرائيلي سينسحب من كل القطاع (باستثناء قاطع معين على طول الحدود)، بما في ذلك من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ووقف اطلاق النار سيصبح دائم، أي أن الحرب ستتوقف، وجميع المخطوفين ستتم اعادتهم، وجميع السجناء الذين تطلب حماس اطلاق سراحهم سيتم تحريرهم. الفرق الاساسي بين الخطتين هو تقصير فترة الخوف وتحييد العبوات الناسفة التي تهدد تنفيذ كل بنود الاتفاق. اضافة الى ذلك كلما طالت فترة تنفيذ الاتفاق، وامام حقيقة أن اسرائيل تستمر في وقف بشكل قاطع نقل السيطرة المدنية في القطاع الى السلطة الفلسطينية، فانه تزداد احتمالية أن حماس هي التي ستدير القطاع، بدءا بتوزيع المساعدات، المواد الغذائية والادوية، وانتهاء باعادة اعمار البنى التحتية المدنية.

عمليا، حماس هي التي تقوم بتوزيع المساعدات الآن. حتى الآن يمكن وقف هذا التطور على اساس اقتراح مصر الذي يسعى الى تشكيل لجنة ادارة مدنية تعمل برعاية السلطة الفلسطينية، وتتكون من شخصيات عامة ومهنيين متفق عليهم. محمود عباس رفض في الحقيقة هذا الاقتراح خوفا من أن يؤدي الى تقسيم فلسطين والفصل بين القطاع والضفة الغربية، وضعضعة مكانة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية على اعتبار أنها تمثل بشكل حصري الشعب الفلسطيني. ولكن هذا الامر يمكن ايجاد صيغة وسط له، تضمن مكانة السلطة الفلسطينية كصاحبة البيت قبل لحظة من سيطرة حماس بالكامل على القطاع.

في اليوم الـ 16 على تطبيق الاتفاق الحالي فانه من شأن اسرائيل ودول الوساطة وحماس البدء في مناقشة تنفيذ المرحلة الثانية. لا حاجة الى الانتظار حتى هذا الموعد، الذي يهدد بالتحول الى محطة للانسحاب من الاتفاق. لا يوجد ما يمنع تبكير النقاش من اجل اتخاذ قرار حول خطة مسرعة، تنهي عملية تحرير المخطوفين على الفور، وتضع أسس السيطرة المدنية في غزة. محظور الوصول بعد شهر ونصف الى نفس العويل المعروف على الفرصة التي تم تفويتها، مثل التي تم تفويتها في شهر أيار، آب وتشرين الثاني.

* تسفي برئيل

أخبار متعلقة :