مسؤول سابق في الناتو لـ «تحيا مصر»: انسحاب الولايات المتحدة من الناتو سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الأوروبي - أرض المملكة

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد توليه زعامة البيت الأبيض سلسلة من القرارات التى أحدثت ضجة دولية، من بينها انسحابه من اتفاقية باريس، إلى جانب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، كما حمل خطاب التنصيب عدد من الرسائل التى ستشكل ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدة وإن كان تركيزه بشكل أكبر على التحديات الداخلية وآلية تعامله مع هذه الأزمات. 

ترامب والناتو إلى أين.. ؟

ولعل أحد أهم الملفات الشائكة هو حلف الناتو وكيفيه تعاطيه مع الحلف العسكري، حيث سبق وهدد قبل توليه الرئاسة وخلال حملته الانتخابية بالانسحاب من التكتل العسكري في حال لم تعمل الدول الأعضاء على زيادة في نفقاته الدفاعية، حيث تخصص الولايات المتحدة 28.791 تريليون دولار للدفاع في عام 2024، وهو ما يمثل 66% من إجمالي نفقات الناتو. 

مسؤول سابق في الناتو لـ تحيا مصر: دعم الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي قد يتضاءل خلال فترة ولاية ترامب الثانية

وحول السيناريوهات المتوقعة لتعامل ترامب مع حلف الناتو وعما إذا كان سيفي بتهديداته وسينسحب من التكتل العسكري، قال وليام ألبيركي مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي “الناتو” ، في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أنه:"أعتقد أن دعم الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي قد يتضاءل خلال فترة ولاية ترامب الثانية. بل وربما يخفض حصة الولايات المتحدة من المساهمة في الميزانية المشتركة لحلف شمال الأطلسي، مدعياً ​​أننا ندفع أكثر مما ينبغي. ومع ذلك، لا أعتقد أنه سينسحب. بل من المرجح أن يضغط على أعضاء حلف شمال الأطلسي لإنفاق المزيد على الدفاع".

مسؤول سابق في الناتو لـ تحيا مصر: مصدر القلق الأكبر  للناتو هو مسار الحرب الروسية على أوكرانيا

وحول أكبر المخاوف التي قد يواجهها الناتو خلال ولاية ترامب قال المسؤول السابق في الناتو أن:" مصدر القلق الأكبر هو مسار الحرب الروسية على أوكرانيا، ولم تكن الحرب تسير على ما يرام بالنسبة لأوكرانيا، ومع تضاؤل ​​الدعم الأميركي وانضمام كوريا الشمالية للقتال إلى جانب روسيا ضد أوكرانيا، فإن الأمور تبدو مظلمة. إذا شوهدت روسيا منتصرة في حربها، وتضاءل دعم ترامب لحلف شمال الأطلسي، فقد تسعى روسيا إلى زيادة خطابها وسلوكها العدواني ضد أوروبا". 

وتابع قائلاً:" إن حلف شمال الأطلسي، الذي يواجه التزاماً أميركياً متضائلاً، سوف يحتاج إلى التكاتف بشكل أكثر إحكاماً حتى يتمكن من العمل معاً، وتسأل حول تأثير هذا على الدول المتبقية غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، مثل النمسا وسويسرا وجورجيا ومولدوفا وأرمينيا وأذربيجان وأيرلندا؟ فهل سيكونون جميعاً أهدافاً لروسيا؟".

مسؤول سابق في الناتو لـ تحيا مصر: انسحاب الولايات المتحدة من الناتو سوف يؤدى إلى عواقب وخيمة على الأمن الأوروبي

وبشأن إمكانية انسحاب للولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الانسحاب من حلف شمال الأطلسي بسبب عدم التزام الدول الأوروبية بتعهداتها المالية للكتلة العسكرية، قال ألبيركي في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر: "أعتقد أن ترامب قد يهدد بمثل هذا الإجراء، لكنني أشك في أنه قد ينفذه. لقد زاد إنفاق الناتو على الدفاع بشكل كبير منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وسيكون من الصعب القول إن مسارهم الحالي ليس صحيحًا وسليمًا. ولكن مجرد إطلاق مثل هذا التهديد سوف يخلف عواقب وخيمة على الأمن الأوروبي وعلى المناقشة العامة في أوروبا على مدى السنوات الأربع المقبلة وما بعدها".