خاص.. المحلل السياسي السوري: معوقات كبيرة أمام التحول في سوريا - أرض المملكة

في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر"، أكد الكاتب الصحفي السوري عبدالحميد توفيق أن التحديات التي تواجه  سوريا  في مرحلة التحول السياسي والاقتصادي تتعدد، وأبرزها المعوقات الداخلية التي تقف حجر عثرة أمام أي تقدم ملموس. 

وقال توفيق إن الوحدة الجغرافية والسياسية داخل سوريا تعد من الركائز الأساسية التي يجب توفرها لضمان نجاح عملية التحول. 

واعتبر الكاتب الصحفي، أن غياب هذا التناغم الداخلي، سواء كان على صعيد السياسة أو المجتمع، سيحول دون الوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها السلطة السورية.

واقع المؤسسات السورية: بين العقوبات والتحديات الداخلية

وأضاف توفيق أن "الواقع السوري اليوم معقد وصعب"، مشيرًا إلى أن المؤسسات السورية لا تُمثل القوة الفاعلة التي من المفترض أن تشكل قاعدة التحول. 

وأوضح أن هذه المؤسسات، على الرغم من وجودها، لا تقوم بدورها بشكل فعّال بسبب العقوبات الغربية التي تقيد عملها، بالإضافة إلى العوائق الداخلية التي تشهدها البلاد. 

وأضاف أن السلطة السورية، على الرغم من محاولاتها، لا تزال تواجه "إرثًا ثقيلًا" من مشاكل سابقة تتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مما يعقد عملية الإصلاح الشاملة.

نقص الكوادر المؤهلة: تحدي جديد أمام السلطة السورية

أشار توفيق أيضًا إلى أن الكوادر البشرية التي تعمل في المؤسسات السورية لا تتمتع بالكفاءة اللازمة لتنفيذ البرامج السياسية والاقتصادية الطموحة، حيث توجد بعض العناصر غير المتمرسة، بينما تفتقر العديد من المؤسسات إلى البنية التحتية التي تساعد في تنفيذ الخطط المستقبلية. وتابع قائلاً: "المسألة في سوريا لا يمكن فصل مسار عن آخر. 
كما أوضح الكاتب السوري، أنها عملية متكاملة تشمل جميع المؤسسات، من الأمن إلى السياسة والاقتصاد، مرورًا بالجانب العسكري والمجتمعي.

التعافي في سوريا: طريق طويل ومعقد

وفيما يتعلق بعملية التعافي، شدد توفيق على أن هذه العملية لا يمكن أن تحدث لصالح طرف واحد فقط، بل يجب أن تشمل جميع الأطراف وتراعي مصالح الجميع، واصفًا الوضع بأنه "معقد"

كما أشار إلى أن الأمور لا تزال قيد "الانضاج"، وأنه سيكون من الضروري متابعة تطورات الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها في بداية شهر مارس المقبل. 

ولفت الكاب السوري، إلى أنه من المتوقع أن تحمل هذه الحكومة معها بعض المؤشرات التي قد تدل على اتجاه السياسة السورية في المستقبل القريب والبعيد.

التطلعات المستقبلية: ترقب الحكومة الانتقالية ومؤشرات الاتجاه السياسي 

وختم توفيق حديثه قائلاً إن المرحلة القادمة في سوريا تتطلب تركيزًا على تحقيق توافق داخلي بين مختلف الأطراف السياسية، وتفعيل المؤسسات الفاعلة التي تعمل على تحقيق الاستقرار، لافتًا إلى أن "العملية طويلة، ولكن إذا تم تنفيذ الخطط بشكل متكامل وبمشاركة كل الأطراف، فإن المستقبل سيكون أكثر وضوحًا".