نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إجابة المضطر.. رسالة أمل من الله - أرض المملكة, اليوم الأربعاء 26 فبراير 2025 08:15 صباحاً
المضطر هو ذلك الإنسان الذي بلغ به اليأس مبلغا عظيما، وانقطعت به الأسباب، ولم يجد لنفسه مخرجا من الكرب الذي ألم به. إنه ذلك الشخص الذي تضيق به الدنيا، وتنغلق في وجهه الأبواب، فلا يجد ملاذا إلا في دعاء الله والتضرع إليه.
قد يكون المضطر مريضا لا يجد دواء لمرضه، أو فقيرا لا يجد قوت يومه، أو مظلوما لا يجد نصيرا، أو تائها لا يجد هاديا، أو مدينا غير قادر على سداد دينه.
في هذه اللحظات، عندما تنقطع بنا الأسباب، وتتلاشى الآمال، لا نملك سوى التوجه إلى خالقنا، الذي بيده ملكوت كل شيء. في هذه اللحظات، تتجلى لنا عظمة قوله تعالى: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ" (النمل: 62).
هذه الآية الكريمة ليست مجرد كلمات، بل هي البلسم الشافى لكل قلب موجوع، ونور يضيء دروب التائهين. إنها تذكرنا بأن الله هو الملجأ الوحيد في لحظات الشدة، وأنه هو القادر على إجابة دعاء المضطرين، وكشف كرب المكروبين.
إن إجابة الله لدعاء المضطر ليست دائمًا كما نتوقعها. فقد تأتي الإجابة على شكل فرج قريب، أو على شكل صبر جميل يعيننا على تحمل البلاء، أو على شكل حكمة نتعلمها من التجربة. المهم أن نثق بأن الله يسمع دعاءنا، وأنه سيجيبنا في الوقت الذي يراه مناسبا، وبالطريقة التي يعلمها خيرا لنا. فقد يجيب الله دعاءنا مباشرة، وقد يؤخر الإجابة لحكمة يعلمها، وقد يصرف عنا شرا أعظم، وقد يرزقنا خيرا مما طلبنا.
ولإجابة دعاء المضطر شروط، منها: أن يكون الدعاء خالصا لله تعالى، لا رياء فيه ولا سمعة. وأن يكون الداعي موقنا بأن الله قادر على إجابة دعائه. وأن يتضرع الداعي إلى الله تعالى، ويظهر له ضعفه وحاجته. ويجب أن يحسن الداعي الظن بالله تعالى، وأن يعلم أنه سيجيب دعاءه. وعلى الداعى أن يتجنب أكل الحرام، وأن يكون مطعمه ومشربه وملبسه حلالًا. ويستحب للداعي أن يدعو بالأدعية المأثورة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأن يختار الأدعية التي تناسب حاجته.
لقد شهد التاريخ الإسلامي العديد من القصص التي تجلت فيها قدرة الله على إجابة دعاء المضطرين. فكم من مكروب فرج الله كربه، وكم من مريض شفاه الله من سقمه، وكم من تائه هداه الله إلى طريقه. وفي واقعنا المعاصر، نرى العديد من الأمثلة على ذلك، فكم من شخص فقد الأمل في الحياة، ثم لجأ إلى الله بالدعاء، فأنقذه الله من يأسه، وأعاده إلى الحياة من جديد.
إن آية "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ" هي رسالة أمل لكل يائس، وبشارة خير لكل مكروب. إنها تذكرنا بأن الله معنا في كل لحظة، وأنه لن يتركنا وحدنا في مواجهة مصاعب الحياة. فلنلجأ إلى الله في لحظات ضعفنا، ولنتضرع إليه في لحظات يأسنا، ولنثق بأنه سيجيب دعاءنا، ويكشف كربنا، ويجعل لنا من كل ضيق مخرجا. ولنتذكر دائمًا أن الله هو "أرحم الراحمين".
وإذا لجأ إليك مضطر أو مكروب، تخلق بأخلاق الله فى إجابة المضطر، واعلم أنه هدية الله لك، فلا تتردد فى نجدته وفك كربه وإجابة طلبه، ما دمت قادرا على ذلك، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَة".ِ (رواه البخارى ومسلم، فى صحيحيهما).
[email protected]
أخبار متعلقة :