قبيل الجلسة في المحكمة دارت في ذهني الأفكار الآتية:
الضدّ في اللغة هو أقل درجة من النقيض، فالضدّ يختلف عن النقيض، فاللونان الأسود والأبيض ضدان، وليسا نقيضين؛ ولذلك قال الشعراء:
فالوجه مثلُ الصبح مُبيَضّ
والشَّعر مثلُ الليل مسوَدّ
ضدان لمّا استَجمعا كمُلا
والضدّ يظهر حسنَه الضدّ!
وهكذا،يعرف الليل بالنهار، ويعرف الشر بالخير!
فالحياة تقبَل التنوع، ولكلّ وظيفته الخاصة. ومع ذلك، لا يقبل أحد منّا التنوع؛ لأنّ فيه اختلافا. والاختلاف قد يقودك إلى معارك ومحاكم!!
(١)
في الحياة كما يقول الصينيون: "يين، ويانغ"، "اليين" بقعة سوداء واسعة، وفيها نقطة صغيرة بيضاء تمثل الخير، و"اليانغ" سطح أبيض واسع فيه نقطة سوداء تمثل الشر.
ربما هذا معروف لدى الجميع؛ فاليين هو الشر، والليل، والضعف، والظلام، والتشاؤم، وألحقوا به المرأة ظلمًا.
واليانغ هو الخير، والنهار، والقوة، والنور، والتفاؤل، وألحقوا به الرجل ظلمًا. يعني يتساوى الرجل والمرأة في ظُلمين اثنين، وباتجاهين متعاكسين .
واليانغ خير غير خالص، واليين شرّ غير خالص. فلا اكتمال في أي موضوع، ولذلك نستخدم: لولا!!
(٢)
التضاد في الجمال
الجَمال عدو التجانس؛ فاللون الواحد ليس جميلًا، ولا بدّ من إضافة آخر إليه حتى يحدث التنوع. والتنوع يحتاج انسجامًا.
قد يبدو الانسجام في اللون الأبيض الذي يتكون من سبعة ألوان متباينة هي؛ بنفسجي، ونيلي، وأحمر، وأخضر، وأصفر، وبرتقالي، وأزرق. تنوع يخلق الوحدة، فالوحدة في التنوع، والتنوع في الوحدة.
(٣)
السّلطة والشوربة
السلَطة تنوع من عناصر عديدة، يحتفظ كل عنصر بشخصيته وتفرده، ولكنه يتآزر مع سائر العناصر؛ ليخلق طعمًا لذيذًا. بعكس الشوربة، التي تتكون من عناصر عديدة، فقدت تفرّدها.
فالسّلَطة أكثر ديموقراطية من الشوربة! فلماذا يصرون على أن ننصهر جميعًا في الشوربة؟؟
لولا التنوع لفقد كل هُوّيته، وصرنا غنمًا!
في بلادنا قضاء عادل! نفتخر به!
فهمت عليّ جنابك؟!
أخبار متعلقة :