15 تريليون قدم مكعبة من الغاز تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة - أرض المملكة

في خطوة تعزز موقعها كمركز إقليمي للطاقة، أبرمت مصر وقبرص اتفاقيات جديدة في قطاع الغاز الطبيعي، مستهدفة تسريع استغلال الموارد الضخمة لشرق البحر المتوسط. 

مصر تعزز شراكتها مع قبرص لتوسيع استثمارات الغاز الطبيعي

جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر "إيجبس 2025"، حيث وقّع الجانبان اتفاقيتين رئيسيتين لتطوير الحقول المكتشفة حديثًا، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس.

دعم الاستراتيجية المصرية للطاقة

تمثل هذه الاتفاقيات امتدادًا لجهود القاهرة في تعزيز دورها كمحور رئيسي في تجارة الغاز، إذ تهدف إلى استقبال الغاز المستخرج من الحقول القبرصية، وإسالته عبر محطات التسييل في دمياط وإدكو، ثم إعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية، مما يعزز أمن الطاقة الإقليمي ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمارات المشتركة.

اكتشافات غازية ضخمة

وفقًا للبيانات المتاحة، تضم الحقول القبرصية المكتشفة احتياطيات تقدّر بحوالي 15 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ما يجعلها أحد أهم مصادر الطاقة في المنطقة. 

وتتمثل أبرز الاكتشافات في حقل أفروديت، الذي يُعد من أكبر الحقول البحرية، ويقع في المربع 12 من المنطقة الاقتصادية القبرصية، باحتياطيات تتراوح بين 3.6 و6 تريليونات قدم مكعبة. 

ووفقًا لخطة تطويره، التي يقودها تحالف يضم شركات شيفرون وشل ونيو ميد إنرجي، سيتم إنشاء وحدة إنتاج عائمة لمعالجة الغاز وربطها بأربعة آبار إنتاجية، مما يسهم في رفع إنتاجه إلى 800 مليون قدم مكعبة يوميًا.

حقول جديدة تدعم أمن الطاقة

إلى جانب حقل أفروديت، تأتي اكتشافات أخرى تعزز التعاون المصري القبرصي، منها:

حقل كرونوس: اكتُشف عام 2024 بواسطة إيني الإيطالية بالشراكة مع توتال إنرجي الفرنسية، ويحتوي على احتياطيات تقارب 2.5 تريليون قدم مكعبة، ما يعزز إمكانيات الربط مع منشآت حقل ظهر المصري. حقل زيوس: اكتُشف عام 2022 ضمن المنطقة الاقتصادية القبرصية، ويضم نحو 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز، مما يجعله أحد الموارد الواعدة لدعم إنتاج الغاز في المنطقة. حقل كاليبسو: يعود اكتشافه إلى عام 2018، ويمتلك احتياطيات تتراوح بين 6 و8 تريليونات قدم مكعبة، مع موقع استراتيجي يتيح استغلاله من خلال البنية التحتية المصرية.

تعزيز التعاون الإقليمي

تأتي هذه الخطوات في إطار سعي مصر لترسيخ مكانتها كمحور رئيسي لتداول الغاز الطبيعي، مستفيدةً من بنيتها التحتية المتطورة وخطوط التصدير نحو أوروبا. ومع استمرار عمليات التنقيب وتوسيع الشراكات مع الشركات العالمية، يبدو أن القاهرة تمضي قدمًا نحو تحقيق طموحاتها بأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة الدولية.