وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى المملكة العربية  السعودية  اليوم الخميس، لحضور قمة عربية مصغرة تعد من بين القمم الأكثر أهمية في تاريخ السياسة العربية المعاصرة. 

هذه القمة التي ستنعقد في السعودية، تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يسعى القادة العرب لمناقشة وتدارس خطة مضادة للمقترحات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، والتي أثارت جدلاً واسعاً في العالم العربي.

خطة ترامب وتداعياتها 

قبل أسبوعين، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقترح خطير يقضي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى، مثل مصر والأردن، بحجة إعادة إعمار المنطقة بعد تدميرها، دون توفير خطة للعودة. 

وقد أثار هذا الاقتراح استنكاراً واسعاً في الأوساط العربية والدولية، حيث أعاد إلى الأذهان ذكريات "النكبة" التي واجهها الفلسطينيون عند تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948. 

الخطة التي طرحها ترامب تضمنت إنشاء ما أطلق عليه "ريفييرا الشرق الأوسط" في غزة، وهو ما اعتبره الكثيرون محاولة لإبعاد الفلسطينيين عن وطنهم.

القمة العربية: اجتماع مصيري لمناقشة "خطة مضادة" في السعودية

القمة التي ستجمع قادة دول عربية بارزة، بما في ذلك السعودية، مصر، الإمارات، قطر، والأردن، إلى جانب السلطة الفلسطينية، ستناقش خطة مضادة لتلك التي طرحها ترامب.

وتم التأكيد على أن القمة المصغرة المنعقدة في السعودية ستشهد طرح "خطة إعادة إعمار مضادة" تسعى إلى الحفاظ على حقوق الفلسطينيين واستقرار المنطقة.

وتعتبر هذه القمة الأهم منذ عقود فيما يتعلق بقضية فلسطين، لأنها تشكل فرصة لتحديد مواقف عربية موحدة من التحديات التي تواجه الفلسطينيين والمجتمع العربي بشكل عام.

الخطة المصرية: ثلاث مراحل من أجل غزة 

بعيداً عن المقترحات الأمريكية، يبدو أن مصر بقيادة الرئيس السيسي تحضر خطة من ثلاث مراحل تهدف إلى إعادة إعمار غزة وحماية حقوق سكانها. 

وفقاً للدبلوماسي المصري السابق، السفير محمد حجازي، فإن المرحلة الأولى من الخطة تشمل "الإنعاش المبكر" حيث يتم إدخال المعدات الثقيلة لإزالة الركام، مع توفير مناطق آمنة للسكان من خلال منازل متنقلة ومساعدات إنسانية مستمرة.

المرحلة الثانية تتطلب تنظيم مؤتمر دولي لإعادة الإعمار تشمل بناء البنية التحتية وتوفير خدمات صحية وتعليمية، بينما تهدف المرحلة الثالثة إلى إطلاق "مسار سياسي" يركز على حل الدولتين، وهو ما يمثل حلاً طويل الأمد للمشكلة الفلسطينية.

الرهانات المستقبلية: القمة العربية الطارئة في القاهرة

الحديث عن القمة العربية المصغرة في الرياض لا يقتصر على مناقشة خطة إعادة إعمار غزة فقط، بل أيضاً على وضع استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية. 

في هذا السياق، من المقرر أن تنعقد قمة عربية شاملة في القاهرة في 4 مارس المقبل، لمتابعة نتائج قمة الرياض ومواصلة جهود الدول العربية في مواجهة التهجير القسري للفلسطينيين.

إذا كانت القمة العربية في الرياض ستحدد ملامح الرد العربي على خطة ترامب، فإنها في الوقت نفسه تمثل اختباراً جديداً للوحدة العربية في مواجهة التحديات الكبرى التي تتعلق بالقضية الفلسطينية. 

المرحلة المقبلة، سواء في إعادة الإعمار أو في عملية السلام، تتطلب موقفاً حازماً وموحداً من الدول العربية لضمان حقوق الفلسطينيين وإنهاء معاناتهم المستمرة