في خطوة مثيرة للجدل، وجهت حركة حماس رسالة شديدة اللهجة عبر ملصق كبير بثلاث لغات (العربية، العبرية، الإنجليزية)، وحمل عنوان "النازية الصهيونية في أرقام".

وكان الملصق جزءًا من عملية التبادل بين حماس والصليب الأحمر، حيث تم تسليم جثامين أربعة أسرى إسرائيليين. 

ماذا تحتوي رسالة حركة حماس؟ وهل يمكن أن تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني تحت العدوان الإسرائيلي؟

مجزرة هائلة: أرقام مفزعة للعدوان الإسرائيلي

جاء الملصق بمحتوى صادم، مشيرًا إلى أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة أسفر عن مقتل أكثر من 61 ألف شخص، مع وجود حوالي 14 ألف ضحية لا يزالون تحت الأنقاض.

ونشرت رسالة حماس عددًا هائلًا من المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث تم الإشارة إلى 9268 مجزرة أسفرت عن إصابة أكثر من 111 ألف شخص.

الرسالة لم تقتصر على الأرقام المتعلقة بالضحايا فقط، بل أشارت أيضًا إلى تداعيات مدمرة على العائلات الفلسطينية. 

فقد تم مسح 2092 عائلة من السجل المدني الفلسطيني، في حين لم تبقَ 4889 عائلة سوى فرد واحد على قيد الحياة.

ضحايا العدوان: أطفال ونساء في مرمى الهجمات

أرقام الملصق لم تقتصر على ذكر القتلى فقط، بل كشفت عن حقيقة مريرة تتعلق بالطفولة الفلسطينية، فقد ذكر أن أكثر من 17 ألف طفل فقدوا والديهم نتيجة للعدوان، بينما قضى 17881 طفلًا فلسطينيًا جراء الهجمات الإسرائيلية. 

من بينهم، 214 طفلًا من الرضع الذين ولدوا وماتوا خلال الحرب، مما يعكس وحشية الهجوم.

ومن بين الأرقام التي ظهرت في الرسالة، تم التأكيد على مقتل 12316 امرأة فلسطينية، وهي أرقام تكشف جزءًا من الحجم الكبير للدمار الذي طال المجتمع الفلسطيني بأسره.

عملية التبادل: خطوة نحو الكشف عن الحقيقة

في عملية التبادل نفسها، جرى تسليم جثامين أربعة أسرى إسرائيليين من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى الصليب الأحمر في "مقبرة الشهداء" بمنطقة بني سهيلا في خان يونس. 

العملية جرت بحضور عدد من المسؤولين، حيث كانت الجثامين مغطاة بأربعة توابيت سوداء، ورافقها نقل جثث المحتجزين إلى سيارات الصليب الأحمر.

وكانت حماس قد أعلنت عن هوية الأسرى الأربعة وهم: أم وطفلان من عائلة بيباس (شيري وأرييل وكفير)، بالإضافة إلى المحتجز عوديد ليفشتس. 

وعلى الرغم من تأكيد حماس أنهم لقوا حتفهم في غارات جوية إسرائيلية، إلا أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أشاروا إلى أن السبب النهائي للوفاة سيتم تحديده بعد فحص شامل.

الخاتمة: حرب الأرقام والرسائل السياسية

رسالة حماس، عبر الأرقام الصادمة التي نشرتها، لم تكن مجرد ملصق معلوماتي، بل كانت رسالة سياسية تحمل في طياتها الكثير من الانتقادات للاحتلال الإسرائيلي. 

ومع تسليم الجثث، يظل السؤال قائماً: كيف ستؤثر هذه الأرقام، التي تكشف عن حجم المعاناة الفلسطينية، على الجهود المستقبلية للسلام في المنطقة؟