معلومات جديدة تتكشف حول المفاوضات الروسية - الأميركية، والتي تمت في العاصمة السعودية الرياض، يوم أمس، بحضور وفد رفيعي المستوى ترأسهما وزيرا خارجية كلا البلدين، حيث استمرت جولة المباحثات أكثر من 4 سنوات تم خلالها كشف كل طرف أوراقه وقدم مطالبه على طاولة المفاوضات. 

كواليس اجتماع روبيو و لافروف

صحيفة The Mascow Times نشرت تقرير اطلعنا عليه تكشف خلاله عن كواليس المفاوضات وما دار داخل الغرف المغلقة، وما قدمه الجانب الروسي إلى الوفد الأمريكي من أجل الموافقة على إذابة جليد الخلافات والتي تزايدت وتيرتها خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن. 

وقدمت موسكو سلسلة من المطالب من بينها أن تقوم الولايات المتحدة برفع التجميد عن أصولها الحكومية المجمدة وتخفيف العقوبات عليها. 

مطالب سيد الكرملين 

وقال مصدر دبلوماسي مطلع على مسار الاجتماع في الرياض، إن موسكو تسعى إلى استعادة القدرة على الوصول إلى الأموال التي تم تجميدها في الولايات المتحدة. ويمثل هذا المبلغ نحو 6 مليارات دولار، وهو جزء من احتياطيات البنك المركزي التي تم استثمارها في أصول الدولار قبل بدء الحرب. وفي المجمل، فرضت الدول الغربية عقوبات على 300 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، ثلثاها - حوالي 200 مليار دولار - محجوز في أوروبا.

منزلين عزيزين على بوتين شرط اساسي لإعادة العلاقات مع أمريكا

كما طالب الوفد الروسي باستعادة عمل البعثات الدبلوماسية، وكذلك إعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية إلى الولايات المتحدة. ويولي الكرملين اهتماما خاصا لقضية إعادة منزلين ريفيين في نيويورك وميريلاند، صادرتهما إدارة باراك أوباما في عام 2016 بتهمة استخدامهما لأغراض استخباراتية. وأشار المصدر إلى أن "بوتين لا يعتبر هذه القضية رمزية فحسب، بل يرى فيها جزءا من استعادة مكانة روسيا في العلاقات مع الولايات المتحدة". 

وأمر الرئيس الوفد الذي ضم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومساعده يوري أوشاكوف ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف بأن" يكونوا أكثر ودية تجاه نظرائهم الأميركيين والرئيس دونالد ترامب شخصيا" من أجل الحصول على أقصى فائدة. 

كما طالب سيد الكرملين (فلاديمير بوتين) تأمين وضع الحياد لأوكرانيا، وتغيير السلطة في كييف، وتقليص حجم الجيش الأوكراني، والاعتراف بضم شبه جزيرة القرم والمناطق الأربع جزء من روسيا.

ووفق الصحيفة، فبعد 4 ساعات ونصف من المفاوضات، وافقت روسيا والولايات المتحدة على إعادة موظفي سفارتيهما، الذين تعطل عملهم بحكم الأمر الواقع بسبب الطرد الجماعي للدبلوماسيين.

ومنذ عام 2000، أعلنت الولايات المتحدة 225 موظفًا في البعثة الدبلوماسية الروسية أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وحتى أغسطس 2022، بقي 184 دبلوماسيًا فقط في السفارة الروسية في واشنطن. تم طرد 755 موظفًا من البعثات الدبلوماسية الأمريكية، بما في ذلك القنصليات، من روسيا، وقبل بدء الحرب، وفقًا  لوكالة تاس ، تم تقليص عدد موظفي السفارة في موسكو إلى 120 موظفًا - وهو الحد الأدنى في خمس سنوات.

لكن النقطة الرئيسية في المفاوضات - اللقاء بين بوتن ودونالد ترامب - ظلت دون حل. ورغم أن الجانب الأميركي اقترح عقد القمة في فبراير المقبل، إلا أن "من غير المرجح" أن يحدث ذلك، بحسب ما قال أوشاكوف عقب الاجتماع. وأضاف أنه من المبكر الحديث عن تقارب بين مواقف روسيا والولايات المتحدة.