أكدت حركة حماس رفضها التام لنزع سلاحها أو الخروج من قطاع غزة، مشددة على أن مستقبل القطاع يجب أن يُحدد بتوافق وطني فلسطيني. وجاء هذا الموقف على لسان الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، الذي وصف مطالبة إسرائيل بإبعاد حماس عن غزة بأنها "حرب نفسية سخيفة".

وقال قاسم في بيان رسمي، ليل الثلاثاء، إن "خروج المقاومة أو نزع سلاحها من غزة أمر مرفوض تمامًا"، مؤكدًا أن الحركة لن تقبل بأي ترتيبات تخص مستقبل القطاع دون توافق داخلي بين القوى الفلسطينية.

أشار حازم قاسم إلى أن يوم السبت المقبل سيشهد "إنجازًا كبيرًا" للشعب الفلسطيني، مع الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالمؤبدات والأحكام العالية، وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
 

هل تمهد حماس لمرحلة ثانية من الصفقة؟

وأكد الناطق باسم حماس أن الحركة "جاهزة" للانتقال إلى مرحلة ثانية من تبادل الأسرى، تكون دفعة واحدة، ضمن محددات تؤدي إلى اتفاق شامل يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملاً للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.

في المقابل، تصر الحكومة الإسرائيلية على رفض استمرار حماس كقوة مسيطرة في غزة، حيث اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن المفاوضات الجارية يجب أن تؤدي إلى تغيير الوضع في القطاع.

ومع ذلك، أكد ساعر أن إسرائيل "ستظل ملتزمة بالعمل في إطار الاتفاق وربما تمدد وقف إطلاق النار"، إذا مضت المفاوضات بشكل بناء. هذا التصريح يشير إلى احتمال وجود مرونة إسرائيلية مشروطة، في حال تم إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.

مفاوضات جديدة للمرحلة الثانية.. ما البنود المطروحة؟

وفقًا لمسؤولين مطلعين، فإن إسرائيل وحماس ستبدآن قريبًا جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تحت إشراف الوساطة المصرية والقطرية

أعلن رئيس حماس في غزة، خليل الحية، أن الحركة قررت تسليم 4 جثامين لأسرى الاحتلال يوم الخميس 20 فبراير، من بينهم جثامين عائلة بيباس، بالإضافة إلى 6 رهائن أحياء سيتم الإفراج عنهم يوم السبت.

أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التوصل إلى اتفاق في القاهرة، يتضمن الإفراج عن 6 رهائن أحياء يوم السبت، إلى جانب تسليم 4 جثث يوم الخميس، و4 آخرين الأسبوع المقبل. لكن إسرائيل لم تكشف حتى الآن عن أسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم.

هل تصل المفاوضات إلى حل شامل أم تستمر المعركة السياسية؟

مع استمرار التفاوض، يبقى مستقبل غزة غامضًا، إذ تصر إسرائيل على إبعاد حماس، بينما تؤكد الحركة أنها لن تتخلى عن سلاحها. وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن الوصول إلى اتفاق شامل، أم أن المفاوضات ستتوقف عند تبادل الأسرى دون تغيير جذري في معادلة الصراع؟