المجد المُجدد.. من محمد لمحمد - أرض المملكة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المجد المُجدد.. من محمد لمحمد - أرض المملكة, اليوم الاثنين 17 فبراير 2025 02:00 مساءً

 

اصطفت الأبراج في مسارها والأفلاك في مدارها وهي تنثر عقدا طويلا من الحكايات والروايات والأماني والأمنيات..
هل كان الإمام محمد بن سعود يرى-قبل ثلاثة قرون- وميضا من النور ينسكب على رمال الدرعية وهو يناضل في سبيل تأسيس أمارته الفتية..؟!
هل سرت في جسده رعدة النصر وقشعريرة المجد وهو يبني سور الدرعية ويوحد بين شطريها ؟!!
هل أخبرته الأربعين عاما التي قضاها في توحيد نجد أنها لن تصبح مجرد رقم يبتلعه التاريخ، وإنما قاعدة متينة تتكيء عليها عقود ثقيلة قادمة..؟!
هل حدثته نفسه أنه من هذا المكان سيجود الزمان بدولة فريدة من نوعها في هذا العالم..!!
هل علمت الدرعية حينها أنها ستكون مهدا لحكاية عظيمة الفصول، عالمية الوصول..!؟
شد السعودي ثوبه الممزق على متنه ذات يوم ، ومضى ينهب الصحراء الصامتة ، يبحث عن قصة خالدة يرويها لجيل مختلف سيأتي بعد ٣٠٠ عام..
جالد بالسيف حتى بترت ذراعه وأكل من ورق عرار نجد وألصق لسانه بحجارتها الصلدة عطشا، ثم روى صحراءه العطشى بدمائه..
بكى لغروب الشمس في ليل بائس تنهشه السباع والضباع والشتات والضياع، فقد طفله الرضيع ومأواه الوديع، ودع والدته المكلومة، وعشيرته المهزومة ..وسار بلاوجهة..
تتنازعه الهموم، وتتقاذفه الأهوال..
وقد ساءت الأحوال، ولم يبق له في هذا الوجود إلا الكريم المتعال..
حتى شاء الله أن تشرق الشمس من جديد..
لتملأ المسافات الشاسعة والأزمنة الطويلة بين محمد ومحمد بنورها المموج..وتمزج الدماء النازفة بالأمل، وتغسل الوجوه الكالحة بالحياة ..
بين محمد ومحمد قرون من الصمت والظلام، والنور والكلام، والحرب والسلام..
قرون من غياهب الخوف والقهر والشك والفقر والجهل والأسر.. والعسر واليسر..
بدأت السعودية بمصافحة بين الدين والدولة، بين العلم والنظام، بين السيف والقلم..بين الحق والقوة..
شد الإمام محمد بن سعود على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليرسل للعالم كله رسالته الموجزة والغارقة في الوضوح:
النصرة للحق والكلمة العليا لله..
منذ فجرها الأول ودولة آل سعود تجالد دون العقيدة بالسيف وتسكب دونها الدماء…
ولم يكن حدثا عارضا – بعد ذلك – أن يكرمها الله بخدمة الحرمين الشريفين ويختصها بهذا الشرف دون بلاد الدنيا كلها..
الله أعلم حيث يضع مقدساته، الله أعلم بمن هو أهل لخدمتها، الله أعلم بمن هو أقدر على حمايتها، الله أعلم بما قدم السعوديون لنصرة دينه وحماية الحق المبين..
بين محمد ومحمد سنوات من الجدب والرخاء، عقود من الخير والشقاء، قرون من البذل والعطاء..
بين محمد ومحمد أيام تنازعتها الأهواء، وأرواح زهقت ودماء، وأجساد صلبت في شوارع الغرباء..وإمارات قامت ودويلات سقطت ودعوات ثارت وأخرى نامت..
هل كان محمد يرى محمدا وهو يلوي عنق العالم لدولته الفريدة، ويكتب على رقاع أجداده الأُوَل حروفه الجديدة، ورؤيته القريبة البعيدة..؟!
نقل الإمام محمد مقر الحكم من الغصيبة العريقة إلى الطرفية الجديدة ليؤسس لمنهج التجديد فيما يخدم مصالح الدولة والناس، وبما يضمن تطور الحياة وتقدمها..وبنى حصن الدرعية انتصاراً لمبدأ القوة التي تحمي الحق، وماذا يحمي الحق إلا القوة..
تاركا رسالته الخالدة للأجيال السعودية من بعده..تقرأها على مكث، وتعيد نشرها بطريقتها الخاصة..
وقفت هاماتان عظيمتان في وجه العواصف الهوجاء، تردها باليدين تارة وتارة بالصدر والجبين..
السعودية بدأت بكلمة واحدة لا تتجزأ وموقف شجاع لايحيد ..
الدولة الضاربة في أعماق جزيرة العرب نثرت ثلاثة عقود من الكفاح على صدرها الموجوع..لتقدم لشعبها العظيم مهر الحياة الجميلة التي تتمتع بها الأجيال السعودية اليوم..
وبين محمد ومحمد دفنت نجد آلامها وأعلنت للملأ أحلامها، ليأتي العالم- كل العالم- إلى السعودية التي أصبحت منارة عالمية تتوجه إليها الأفئدة والأجساد، لتسأل الأحفاد عن سيرة الأجداد، حيث تلتقط أنامل طفل سعودي صغير صورة استثنائية لسور الدرعية العتيق من أعلى نقطة في برج المملكة الشامخ..وهو يردد:
ومن سقى غرسك عرق دمع ودم..يستاهلك..يستاهلك..يستاهلك

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق