نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الطاقة النووية: حل اساسي لضمان أمن الطاقة في مصر - أرض المملكة, اليوم الأحد 16 فبراير 2025 10:20 مساءً
في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعترض طريق مصر نحو تأمين احتياجاتها من الطاقة، ياتي دور الطاقة النووية كحل واعد ومستدام للمستقبل. وللحديث عن هذا الموضوع الحيوي، التقينا بالدكتور يسري أبو شادي، رئيس المفتشين السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي قدم رؤيته بشأن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية. وأكد على أهمية هذا المشروع في تعزيز استقرار شبكة الكهرباء المصرية، مشيرًا إلى التدابير الأمنية المتكاملة التي تم اتخاذها لمواجهة التحديات الجغرافية والبيئية
هل يمكن للطاقة النووية أن تساهم في تعزيز استقرار شبكة الكهرباء في مصر خلال فترات الطلب المرتفع؟
أوضح الدكتور أبو شادي أن للطاقة النووية دورًا حاسمًا في ضمان استقرار شبكة الكهرباء المصرية خاصة خلال فترات الطلب المرتفع. فبخلاف المصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح التي تعتمد على الظروف الجوية، أو الوقود الأحفوري الذي يتأثر بتقلبات الأسعار ومشاكل الإمدادات ، توفر الطاقة النووية إمدادات مستقرة ومستمرة للطاقة.
وتعمل المفاعلات النووية باستخدام وقود نووي طويل الأمد، مما يمكنها من توليد الطاقة لفترات تصل إلى أربع سنوات دون انقطاع. على سبيل المثال، ستتمكن محطة الضبعة للطاقة النووية التي تمتلك قدرة 1200 ميجاوات لكل مفاعل، من توليد الكهرباء على مدار الساعة طوال أيام السنة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية تأمين الطاقة في مصر.
كيف يمكن لمصر ضمان سلامة المحطات النووية في ظل التغيرات الجغرافية؟
فيما يخص السلامة النووية أكد الدكتور أبو شادي أن مصر اتخذت مجموعة من التدابير الصارمة لضمان أعلى مستويات الأمان في بناء وتشغيل المحطات النووية. يتم تشييد محطة الضبعة للطاقة النووية بواسطة شركة "روساتوم" الروسية وفقًا لأعلى المعايير الدولية للسلامة.
تم تصميم المفاعلات الحديثة في المحطة لتحمل التحديات الجغرافية والتغيرات البيئية، مما يضمن أقصى درجات الحماية والامان للمجتمعات والبيئات المحيطة. كما أن الوقود النووي يعتبر أكثر اقتصادية من الوقود الأحفوري، حيث يصل سعره إلى أقل من 50 مرة مقارنةً بالوقود التقليدي، مما يجعل الطاقة النووية خيارًا آمنًا ومستدامًا من الناحية الاقتصادية لتلبية احتياجات مصر من الطاقة على المدى البعيد.
من المتوقع أن يبدأ تشغيل المفاعل الأول في محطة الضبعة خلال ثلاث سنوات، مما يشكل خطوة كبيرة نحو تأمين مستقبل طاقة مستقر وآمن واقتصادي لمصر.
دور الطاقة النووية في التنمية المستدامة واستراتيجية المناخ في مصر
قدّم الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة محطات الطاقة النووية السابق، رؤيته الشاملة حول التوازن بين تأمين مصادر طاقة آمنة ومستدامة مع تلبية الأبعاد الاقتصادية اللازمة لتحقيق التنمية طويلة الأمد. وأكد على الدور الاستراتيجي للطاقة النووية في تحقيق رؤية مصر 2030، خاصة في مجالات الاستدامة البيئية وأمن الطاقة والنمو الاقتصادي.
ما هو دور الطاقة النووية في تحقيق أهداف مصر لعام 2030 في مجال الاستدامة البيئية؟
تعد مصر شريكًا نشطًا في المجتمع الدولي من أجل تعزيز الاستدامة البيئية، حيث تتبنى سياساتها أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة. ومع تزايد آثار التغير المناخي بما في ذلك الفقر وندرة المياه وتهديد الأمن الغذائي وظروف الطقس القاسية وتدهورالنظم البيئية، جعلت لمصرالأولوية للبحث عن حلول طاقة نظيفة لمواجهة هذه التحديات.
تتمتع الطاقة النووية بمكانة مهمة في هذا السياق، حيث تم دمجها في أبحاث مصر العلمية وتطبيقاتها الصناعية مثل النظائر المستقرة، والنظائر المشعة، وأجهزة استشعار كثافة النيترونات/جاما التي تستخدم على نطاق واسع في العديد من المجالات.كما تسهم هذه التطبيقات النووية في الحفاظ على البيئة والاستدامة من خلال:
حماية النظم البيئية الأرضية والمحميات الطبيعية: تعمل الطاقة النووية على حماية البيئات الطبيعية من التدمير والتدهور، ما يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
الحد من انبعاثات غازات الدفيئة والملوثات الهوائية: باعتبارها مصدرًا منخفض الكربون، تساهم الطاقة النووية في تقليل الانبعاثات الضارة. ومن المتوقع أن تساعد محطة الضبعة للطاقة النووية في تجنب انبعاث حوالي 11 مليون طن من غازات الدفيئة سنويًا، مما يحسن جودة الهواء ويحد من آثار التغير المناخي.
تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية: مقارنة بالوقود الأحفوري والطاقة المتجددة، تحتاج محطات الطاقة النووية إلى كميات أقل من الوقود والأراضي مما يساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية الأراضي من أجل الزراعة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وتعد محطة الضبعة للطاقة النووية حجر الزاوية لاستراتيجية مصر في مجال الاستدامة، حيث تسهم في ضمان أمن الطاقة، وكفاءة الاقتصاد، والحفاظ على البيئة بوصفها مصدر طاقة مستدامًا ومستقرًا وخاليًا من الكربون،فضلا عن تقليل انبعاثات غازات الدفيئة ودعم التزام مصر باتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
هل ترى أن الطاقة النووية يمكن أن تكون حلاً مستدامًا طويل الأمد لمصر، خاصة في ظل التغير المناخي؟
يتزايد الطلب على الكهرباء في مصر بسرعة نتيجةً للنمو السكاني والتحضر والتصنيع. اليوم يأتي أكثر من 40% من انبعاثات الكربون في إنتاج الطاقة، ويعود معظمها إلى الوقود الأحفوري. ولتحقيق خفض انبعاثات الكربون في قطاع الطاقة مع ضمان توفير كهرباء موثوقة وبأسعار مقبولة، يجب على مصر تنويع مصادرالطاقة من خلال استخدام مصادر منخفضة الكربون مثل الطاقة المتجددة والطاقة النووية.
لذا، تعد الطاقة النووية بديلاً مستدامًا وطويل الأمد للوقود الأحفوري لعدة أسباب:
عدم إنتاج غازات الدفيئة: لا تُنتج محطات الطاقة النووية أي انبعاثات ضارة أثناء تشغيلها. على مدار دورة حياتها، تُنتج الطاقة النووية نفس كمية ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة كهرباء كما هو الحال مع طاقة الرياح، وأقل بكثير من الانبعاثات الناتجة عن الطاقة الشمسية.
عمر طويل للمفاعلات النووية: تتمتع محطات الطاقة النووية بعمر يصل إلى أكثر من 80 عامًا، بينما تعمل مزارع الرياح والطاقة الشمسية لمدة تصل إلى 25 عامًا فقط، مما يجعل الطاقة النووية حلاً مستدامًا طويل الأمد.
استمرارية الإنتاج: تعمل المفاعلات النووية حوالي 92% من ساعات السنة، مقارنة بـ27% فقط لمحطات الرياح والشمس، ما يضمن توفير كهرباء مستمرة دون الاعتماد على الظروف الجوية.
تحلية مياه البحر: يمكن استخدام الطاقة النووية لتحلية مياه البحر مما يوفر مياه نظيفة ومستدامة دون الانبعاثات الكربونية المرتبطة بمحطات التحلية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.
القدرة على استبدال الوقود الأحفوري: بفضل قدرتها على التوسع وموثوقيتها، يمكن للطاقة النووية أن تحل محل محطات الفحم والنفط والغاز مما يقلل من اعتماد مصر على الوقود الأحفوري مع ضمان توفير الكهرباء بشكل مستمر.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المفاعل الأول في محطة الضبعة خلال ثلاث سنوات وستلعب الطاقة النووية دوراً محورياً في استراتيجية مصر طويلة الأمد في مجال أمن الطاقة والقدرة على التكيف مع المناخ.. من خلال دمج الطاقة النووية جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة المتجددة يمكن لمصر تحقيق مستقبل في الطاقة متوازن ومنخفض الكربون، مع ضمان الوفاء بالتزاماتها المناخية الدولية وضمان الوصول إلى الطاقة النظيفة وتوفيرها لجميع المواطنين.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق