نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منطق الحكم - أرض المملكة, اليوم الجمعة 14 فبراير 2025 09:47 مساءً
تفاوضٌ يستدعي إعمال العقل والمنطق بعيداً عن صورة الواقع الداكنة التي تخفي خلفها أسباب ابتسامِ فرحٍ أو حزنٍ عبوس ، قوةٍ أو ضعف ، علمٍ أو جهل.
فمن يحكم بالمظاهر فليهنأ بعلاقته المميزة بشيطانه الذي يزين له كل سوء حتى يقع فيه فتنقشع زينته الداكنة ويرى ما تخفيه من بشاعة .
الصفاء والطهر والنقاء لا نراه من ضحكةِ فرحٍ مبتهجٍ ولا من دمعة حزينٍ مكلومٍ أو مهموم ، وإنما هذه حاله عندما يتعرض الشخص لموقف أو مواقف يتأثر بها تظهره بهذه الصورة حينها ، والبيت النظيف الأنيق ليس بالضرورة أن يعكس واقع ثقافة أهله فربما استعانوا بآخرين وثقافة النظافة مؤقتة ، والبيت المبعثر لا يعكس دائماً واقع أهله فربما ربة المنزل في غير صحتها المعتادة وهذه تراكمات غيابها عن عنايتها بالمنزل مؤقتاً أو دائماً ولا أحد يجيد إدارة أعمالها .
المعدن الأصيل لا يعرف من ظاهره وإلا لأصبح المعدن النفيس القديم الذي تعرض لعوامل الطبيعة وأثرت به من دون قيمة .
برميل النفط الخام الذي لا يفيدك الآن لملىء خزان وقود سيارتك قد تصنع منه مشتقات كثيرة منها ما يعادل بنزين خزان وقود سيارتك عشرات المرات .
فمن الطبيعي أن تكون لنظرتنا الأولى للآخرين أحكام فمن كان منهم ضمن تعاملاتنا اليومية فالأفضل اكتشافه وفهمه والتعامل معه بحسب منطق فهمنا له ، ومن كان عابراً فليسهل الله طريقه ، ولكن تظل انطباعاتنا عن الآخرين خاصة لا نشاركها أحداً لكونها شخصية لا تمت للمنطق بصلة ، فلا نسيء لشخص بغير ما هو عليه فربما عرفته ذات يوم عن قرب وتمنيت أن تلف الدنيا بحثاً عن كل من سمعوا منك سوءاً عنه ؛ لتغيير الصورة وتعتذر أو تتلمس عهودهم لحفظ سرك خشية من الوصول إليه فتخسره .
فكن أنت ولا تكن نسخة للآخرين ، وأنت حتماً ليس هذا الظاهر ، فمن أرادك صديقاً أو زميلاً أو صاحباً أو جليساً فليتفضل إلى معرفتك من خلال اختبار معدنك ومشاركتك المواقف والتعايش معك ، حينها سيتم التعامل معك منطقياً حسب ظنه بك من خلال تبادل التعامل ومواقفكم المتبادلة وهذا هو المنطق .
0 تعليق