في افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن، شددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على أن السلام في أوكرانيا لا ينبغي أن يتم على حساب الأوكرانيين أو الأوروبيين. 
تصريحها جاء في وقت حساس حيث تسعى بعض الأطراف الدولية إلى تسوية النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أثار انتقادات في الأوساط الأوروبية.

التحذير من "السلام الزائف"

أثناء كلمتها في المؤتمر، أكدت بيربوك أن أي حل للسلام "يكون على حساب الأوكرانيين والأوروبيين" لا يعود بأي نفع حقيقي. 
وأضافت الخارجية الألمانية، أن "السلام الزائف" لن يحقق الأمن الدائم لأوكرانيا أو أوروبا أو حتى الولايات المتحدة. 
وقد شددت على ضرورة أن يكون أي اتفاق سلام قائمًا على المبادئ السليمة التي تضمن الأمن لكافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الشعب الأوكراني. 
تصريح بيربوك يأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد الضغوط الدولية لإيجاد حل سريع للنزاع القائم.

أهمية المفاوضات الدولية

كما دعت وزيرة الخارجية الألمانية إلى ضرورة إجراء محادثات مكثفة بين الولايات المتحدة والشركاء الدوليين في المؤتمر. 
وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية إلى أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا إذا كانت هناك ضمانات أمنية صارمة وطويلة الأجل لأوكرانيا. 
وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية على أن هناك حاجة إلى تعزيز قوة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالإضافة إلى دفع عملية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. 
فكل هذه الخطوات، وفقًا لها، ضرورية لضمان استقرار المنطقة وتجنب أي حل يكون على حساب أمن أوكرانيا.

محادثات ترامب وبوتين: خطوة مفاجئة

تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية جاءت بعد مكالمة هاتفية فاجأت حلفاء الولايات المتحدة، حيث أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، معلنًا عن بدء محادثات سلام.
في حين ألمح ترامب وبعض مسؤوليه إلى أن خطة السلام المحتملة قد تتضمن تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي، مثل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014. كما أشاروا إلى ضرورة تراجع أوكرانيا عن طموحاتها في الانضمام إلى الناتو.

الانتقادات الأوروبية للمفاوضات

هذا التوجه الجديد أثار انتقادات شديدة من عدة أطراف أوروبية، فقد شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن يكون له دور حاسم في أي مفاوضات حول تسوية النزاع، مؤكدًا أن أي حل يجب أن يتضمن مشاركة كييف. 
من جانبه، أعرب عدد من وزراء الدفاع الأوروبيين عن قلقهم من أن بعض المقترحات الأميركية، مثل التنازلات المتعلقة بالأراضي أو التخلي عن طموحات أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو، قد تقوض جهود السلام في المنطقة. 
وفي الاجتماع الذي يعقده الناتو في بروكسل، أكد العديد من المسؤولين الأوروبيين أن مسار انضمام أوكرانيا إلى الناتو ما زال قائمًا، وأن أي خطوة نحو التسوية يجب أن تراعي هذه التطلعات. 
تبرز تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر ميونيخ للأمن التأكيد على موقف ألمانيا الثابت الذي يدعو إلى حل عادل ومستدام للنزاع الأوكراني. في حين تثير التحركات الأمريكية الأخيرة حول مفاوضات السلام وطرح تنازلات محتملة تساؤلات في أوروبا بشأن مواقفها من السيادة الأوكرانية وطموحاتها المستقبلية.