تستعد مصر، لاستقبال الجرحى والمصابين من أبناء غزة، بينما تواصل جهودها لاستكمال فرحة أهالى القطاع بوقف إطلاق النار، واتخذت خطوات عملية لتوفير كافة سبل الدعم الصحى والطبى للجرحى والمصابين، الذين يحتاجون إلى الرعاية العاجلة، حيث يصطف الأطباء والممرضون والمسعفون أمام بوابة معبر رفح البري، استعدادا لاستقبال الناجين من الحرب، في مشهد يعكس أسمى صور التضامن الإنساني.

وتنتظر فرق طبية متخصصة فى جميع التخصصات، مجهزة بكافة المعدات والأجهزة اللازمة، لإجراء الفحوصات وتحديد وجهة العلاج المناسبة، سواء كانت فى مستشفيات العريش أو الشيخ زويد أو بئر العبد.

كما يتم تنفيذ إجراءات الحجر الصحى بدقة متناهية فى معبر رفح، وتوفير جميع اللقاحات الضرورية للمصابين والجرحى، من بينها تطعيم شلل الأطفال "سابين" و"سولك"، بالإضافة إلى لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، كما يتم استخدام أحدث الأجهزة الطبية للكشف عن درجات الحرارة، وقياس مستويات السكر فى الدم وضغط الدم، ونسبة الأوكسجين فى الجسم.

ولا يقتصر الأمر على الفحص الأولى فقط، بل يتم إجراء اختبارات سريعة لبعض الأمراض ذات الأهمية الوبائية، لضمان متابعة صحة المرضى والتأكد من خلوهم من أى أمراض يمكن أن تشكل تهديداً للصحة العامة.

وتشهد مستشفيات شمال سيناء، تجهيز جميع الأقسام لاستقبال الحالات المتنوعة من المصابين، من خلال تحديثات شاملة وتطوير المرافق الطبية، ومستشفيات الشيخ زويد والعريش وبئر العبد، جميعها أتمت استعداداتها لاستقبال المرضى فى كافة تخصصات الرعاية الصحية.

فى مستشفى الشيخ زويد، تم تجهيز قسم الاستقبال بشكل كامل للتعامل مع الحالات الحرجة، حيث يضم غرفة للأشعة المقطعية، إلى جانب أجهزة الأشعة العادية والمتنقلة، بالإضافة إلى السونار والإيكو وأجهزة الأشعة الخاصة بالعمليات، ويتم توفير جميع المستحضرات الدوائية اللازمة للتعامل مع الحالات المختلفة فى صيدلية المستشفى، كما تم إنشاء امتداد جديد لمستشفى الشيخ زويد لتوفير المزيد من الطاقة الاستيعابية، لتلبية احتياجات المصابين الفلسطينيين وتقديم أفضل رعاية صحية لهم.

ومن جانبه أعلن الدكتور أحمد سمير بدر، مدير مديرية الصحة، عن وصول عدد 4 أجهزة أشعة عمليات، وعدد 5 أجهزة سونار، وأجهزة أشعة نقَّالة لدعم مستشفيات شمال سيناء ،موضحا أنه تم تزويد مستشفى العريش بجهاز أشعة عمليات، وجهاز إيكو، وجهاز دوبلر. كما تم تزويد مستشفى الشيخ زويد المركزى بجهاز أشعة عمليات، وجهاز دوبلر، وجهاز أشعة نقَّالة. وتم تزويد مستشفى نخل المركزى بجهاز أشعة عمليات وجهاز دوبلر. بالإضافة إلى تزويد مستشفى بئر العبد النموذجى بجهاز أشعة عمليات وجهاز إيكو، وذلك ضمن الاستعدادات الطبية لاستقبال الأشقاء المصابين من قطاع غزة.

وتشمل الرعاية الصحية الاهتمام بالجوانب الإنسانية للمصابين. ففى مستشفيات شمال سيناء، يتم توفير الدعم النفسى لجميع المصابين، سواء من خلال جلسات توعية أو الدعم المعنوى للمساعدة فى تجاوز آثار الصدمات النفسية نتيجة الأحداث المؤلمة فى غزة، وتحرص المستشفيات على توفير أقصى درجات الراحة للمصابين وعائلاتهم فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها الجميع.

ويسهم المجتمع المدنى فى توفير الدعم اللازم لمواجهة التحديات الصحية، الى جانب المؤسسات الحكومية، فهناك حملات تبرع بالمستلزمات الطبية والمساعدات الغذائية التى يتم إرسالها إلى المستشفيات المصرية لدعم علاج الجرحى الفلسطينيين .

 وتعكس هذه المشاهد التزام مصر، الدائم بمساندة القضية الفلسطينية، من خلال هذا التعاون الكبير بين الأطباء والمسعفين والمجتمع المدني.

ويؤكد الشعب المصرى وقوفه إلى جانب شقيقه الفلسطيني، مجسدا رسالته فى تقديم الدعم الطبى والعلاجى اللازم للمصابين، حتى يعود الأمل والتعافى للأشقاء فى غزة.