يوم الثلاثاء الموافق 11 / 2 / 2025 لم يكن يوم عادي بالصحافة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي فقد كان العالم يرقب لقاءا مهما بين الرئيس الامريكي ترامب والملك عبدالله الثاني، وهو اول زعيم عربي يلتقي مع الرئيس ترامب بعد توليه السلطة للمرة الثانية،هذا اللقاء الذي جاء بعد لقاء الرئيس ترامب مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو لبحث ما وصلت اليه الامور بعد توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بغزة.
لقاء الملك اشعل حرارة المشهد بالرغم من برودة الاجواء بالمنطقة،فالرئيس ترامب المغرم بتوقيع اوامر تنفيذية امام عدسات الاعلام واطلاق تصريحات مستفزة بقضايا دولية ،ونستحضر هنا تصريحات الرئيس ترامب حول الحرب بغزة ، وما طرحه من حل لتهجير الفلسطينيين لدول عربية واعمار غزة واقامة منتجعات سياحية ، وهذه المقترحات ليست غريبة من تاجر للعقارات،ولعل ما يهمنا نحن بالمنطقة العربية وضع حل عادل للقضية الفلسطينية يستند لقرارات الشرعية الدولية،والمتمثل باقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس.
وصل جلالة الملك للبيت الابيض بالموعد المحدد للقاء، واستقبله الرئيس ترامب على مدخل البيت وبعد الدخول وقبل البدء باية محادثات جلس الملك والرئيس ترامب وتم دخول الصحفيين على غير العادة المتبعة بعقد مؤتمر صحفي بعد الاجتماع وليس قبله، وبدأ سيل من الاسئلة وشاهدنا كم كان الرئيس ترامب يكرر افكاره التي سبق ان طرحها باكثر من لقاء،جلالة الملك بيقظته وحنكته استطاع وبكل قوة واقتداران يرد على الرئيس ترامب ويفوت الفرصة على اي محاولة لاقتناص اي كلمة او ردة فعل تجاه ما يطرحه الرئيس ترامب، وسائل الاعلام ذات الميول الصهيونية سارعت لتحريف تصريحات جلالة الملك،وللاسف الشديد تسرعت وسيلة اعلام عربية بنقل الترجمة المحرفة لتصريحات جلالته حول ما يطرحه ترامب،بالرغم من ان الترجمة الحقيقية تؤكد موقف الاردن الثابت المتمثل بلاءات الملك الثلاث ورد جلالته بانه سيعمل ما يحقق مصلحة بلادي، واعلن الاردن ان التهجير بمثابة اعلان حرب،كلام واضح لا لبس به ورد جلالته بوجود رد عربي على طروحات ترامب .
محاولات بائسة للتشكيك بما صرح به جلالة الملك،وقد تصدرت تصريحات جلالته صحف امريكية عريقة اكدت عدم موافقته على ما طرحه ترامب ، وصدر تصريح رسمي امريكي اكد عدم موافقة الملك على ما صرح به ترامب ، وبعد اللقاء الملكي اكد جلالته من خلال منصة اكس على ثوابت الموقف الاردني ضد التهجيروهو موقف عربي موحد ،وان تعطى الاولوية لاعمار غزة دون تهجير اهلها،وان الحل العادل لقضية فلسطين على اساس حل الدولتين ،وتابع جلالته بانه اكد على ان مصلحة الاردن واستقراره وحمايته هي فوق كل اعتبار،اما المواقف الدولية فهي مؤيدة لاقامة دولة فلسطينية وضد التهجيروقد اعلنت الكثير من الدول موقفها مما طرحه ترامب ،وهذه المواقف تدعم الرؤية العربية لحل القضية الفلسطينية واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
سيعود جلالة الملك بحفظ الله ورعايته وسيكون شعبه باستقباله تاكيدا على الدعم والمساندة لمواقف الملك والتفافهم حول قيادتهم المظفرة.
حمى الله الاردن وشعبه وقيادته من كل مكر وسوء
0 تعليق