في تحليل خاص لموقع "تحيا مصر"، قال الدكتور خالد زين الدين، المحلل السياسي وعضو اتحاد الصحفيين في بروكسل، إن الصراع الحالي في الشرق الأوسط قد تجاوز كونه صراعًا فلسطينيًا إسرائيليًا ليصبح قضية عالمية وعربية دولية.

وأوضح أن هذا التحول الخطير فى الشرق الأوسط يتجلى في تحول الصراع إلى حرب مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعد تطورًا لافتًا في السياسة الترامبية في المنطقة والعالم.

الصراع العربي الإسرائيلي يتحول إلى ساحة دولية

وقال زين الدين في تصريحات خاصة لموقع "تحيا مصر" إن هذا التحول  فى الشرق الأوسط قد يتيح الفرصة للدول الكبرى مثل الصين وروسيا للاستفادة من العداء العربي الأمريكي، حيث يمكن تكثيف التعاون بين الدول العربية من جهة، والصين وروسيا من جهة أخرى. 
وأضاف أن هذا التعاون يظل محصورًا في حدود معينة، بسبب العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أن هناك مصالح اقتصادية وجيوسياسية تربط الطرفين في ملفات عديدة مثل القضية الكورية الشمالية وإيران، وأيضا القضايا الحيوية مثل بحر الصين الجنوبي وقناة بنما. 
كما أن لروسيا مصالح مع الولايات المتحدة في بعض الملفات مثل القضية الأوكرانية والتوسع في أسواق أوروبا الشرقية.

الحرب على غزة وتهديدات ترامب: مساعي لتصفية القضية الفلسطينية

وفي هذا السياق، تحدث زين الدين عن الاستمرار في الحرب على غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن تهديدات ترامب، التي تشمل إسقاط النظام السوري ووقف برنامج إيران النووي، تتماشى مع الرؤية الأمريكية الجديدة التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية. 
وأكد أن تصريحات الملك الأردني التي أكدت على اتخاذ القرارات العربية بالتشاور مع الأشقاء، تشير إلى عمق الأزمة وضرورة اتخاذ خطوات حاسمة من قبل الدول العربية لمواجهة التهديدات الأمريكية.

توسع التعاون بين الصين وروسيا في المنطقة

وأشار زين الدين إلى أن التنافس العالمي بين القوى الكبرى قد أتاح للصين وروسيا تعزيز نفوذهما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلال بيع الأسلحة وتكثيف التعاون العسكري والتدريب والمناورات بين إيران وروسيا والصين. 
هذه التحركات تأتي على حساب الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت الهيمنة التقليدية لها على هذه الأسواق. 
كما نوه زين الدين إلى أن هذا التوسع في العلاقات التجارية والعسكرية قد يضعف من الهيمنة الأمريكية في المنطقة.

القمة العربية: خطوات تنفيذية لمواجهة التحديات الجديدة

وفي ختام تحليله، شدد زين الدين على أهمية دور القمة العربية في هذه اللحظة الحاسمة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية حازمة لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. 
وأكد على ضرورة قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، وطرد القوات والقواعد الأمريكية من المنطقة، واستبدالها بنفوذ صيني وروسيا. 
كما دعا إلى إلغاء اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والولايات المتحدة، فضلًا عن دعوة الأمم المتحدة للاجتماع الطارئ لمناقشة حقوق تقرير المصير في ظل التوترات الحالية.

وأكد زين الدين أن الصراع العربي الإسرائيلي أصبح قضية عالمية تتطلب تحركات حاسمة من الدول العربية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، مشددًا على ضرورة العمل على تحقيق السلام في المنطقة، مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال.